** هناك تضحيات قد لا نلحظها أو نشعر بها من أبناء الوطن الأوفياء العاملين في المجالات الأمنية على وجه الخصوص، فالأمن لا يعني الحفاظ على النظام العام للدولة فحسب، بل هو الحماية الشاملة للأرض وما عليها من بشر وممتلكات لضمان سير الحياة بأمن واستقرار، ومن مجالات الأمن المتعددة حراسة حدود الوطن، ولكم أن تتصوروا أن حدود بلادنا تمتد مع سبع دول محيطة بنا إلى طول (6.760) كيلو مترا، منها حدود برية يصل طولها الى (4.430) كيلومترا، وأكثر من نصف تلك الحدود مع اليمن في الجنوب (1458) كيلو مترا، وفي الشمال مع العراق (814) كيلومترا.. هذه الحدود يحميها بعد عناية الله سبحانه وتعالى سواعد أبطالنا البواسل في حرس الحدود وهي القوة الأمنية المخصصة لذلك الهدف بما يحتويه من مهام عديدة أمنية وإنسانية، فحراسة الحدود ليست قوة أمنية فقط بل هي أيضا يد حانية تمتد الى الآخرين في نطاق حدودنا البرية أو البحرية. فعلى الجانب الأمني يقوم إخواننا وأبناؤنا وعلى مدار الساعة بحراسة تلك الحدود الطويلة وما تشهده بشكل شبه يومي من أحداث، خصوصا على حدودنا مع الدول المضطربة حولنا، التي يريد أعداؤنا أن ينفذوا منها بأي شكل من الأشكال الإجرامية والتي تتدرج في أنواعها من التسلل الفردي والجماعي للإقامة غير النظامية في بلادنا الى تهريب الخمور والمخدرات والأسلحة التي تخدم أغراضا دنيئة للمتربصين بأمننا واستقرارنا، وفي كل مرة يعلن فيها عن تحقيق إنجاز وتقديم تضحيات من حرس حدودنا، لا أشعر بالفخر فقط بل أعيشه مزهوا بتلك الإنجازات والتضحيات الكبيرة التي يقدمها أولئك الأبطال الذين يستحقون من كل مواطن ومقيم على هذه الأرض التقدير والاحترام والشكر المتواصل لهم ولجهودهم التي لا تقدر بثمن ولا يعدلها أي تضحية، فهم يحموننا بعد الله ويترصدون لكل المجرمين والعابثين والخونة والمأجورين حتى لا يصلوا إلينا وإلى مدننا وقرانا برا، أو ينفذوا من موانئنا أو شواطئنا بحرا. وإذا كنا نفخر بالقوة الأمنية لحرس الحدود وما تحققه من إنجازات فإننا نفخر في نفس الوقت بما يقوم به هؤلاء الرجال من مهام إنسانية غير أمنية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر عمليات الإنقاذ والإرشاد للسفن والقوارب وللتائهين أينما وجدوا على حدود بلادنا المترامية الأطراف برا وبحرا. حمى الله بلادنا .. وشكرا لرجالها الساهرين على حماية حدودها.