على مدى ستة أيام كشفت جولة سابقة ل «عكاظ» حجم التحديات التي يتصدى لها رجال حرس الحدود في المناطق الجنوبية، وعلى طول الشريط الحدودي، للحفاظ على أمن وسلامة الوطن، والحيلولة دون عبور الماكرين والكائدين والمهربين والمتسللين لحدودنا، لتبقى آمنة. لكن مع كل إشراقة صباح يحاول المهربون تنفيذ كيدهم الذي خططوا له ليلا، على أمل الوصول إلى الوطن، الأمر الذي تتجدد معه آليات المتابعة والمراقبة، لمواكبة أي مخططات وإفشال أي محاولات، معلنة أن قواتنا على أهبة الاستعداد في كل الأوقات. من هنا وضعت «عكاظ» العديد من نقاط التساؤل أمام مدير عام حرس الحدود الفريق الركن زميم بن جويبر السواط، والتي تم استنتاجها خلال تلك الجولات، لتوضيح ما تم رصده، ولنفض الغبار عما تم من إنجازات وبطولات على الحدود ربما لم يشعر بها البعض، ولكشف النقاب عن خطوات وإجراءات من شأنها تدعيم عمل رجال حرس الحدود والارتقاء بآليات المراقبة والردع وفق أحدث البرامج والنظم. ● الموانع الأمنية (القارديل، السياج الحديدي، الصبات الخرسانية)، ساهمت بشكل فعال في الحد من عمليات التهريب والتسلل، ما هي خطة حرس الحدود لاستكمال هذا المشروع، وهل من مشاريع مستقبلية في القريب العاجل؟ - يقوم حرس الحدود حاليا بتأمين أحدث التقنيات في مجال الحدود البرية والبحرية لفرض السيطرة على حدود وطننا الغالي، ومنها الرادارات الساحلية والكاميرات الحرارية، إضافة إلى أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع تطوير حرس الحدود بالمنطقة الشمالية والمشتمل على السياج الأمني الجديد القائم على استخدام التقنيات، والذي سيحقق بإذن الله سيطرة أمنية على طول حدود المملكة والباقي سيتبعه إنشاء الله. بدائل العقوم ● يلاحظ وجود العقوم الترابية والخنادق الأرضية على طول الحدود الصحراوية، هل هي مؤقتة لحين الانتهاء من مشاريع الموانع، أم ترون ضرورة أن تبقى كعامل مساعد للموانع الأمنية؟ - بالنسبة للعقوم الترابية والخنادق الأرضية على طول الحدود البرية، كانت ولا زالت وسيلة ردع وتصد ضمن مجموعة من الوسائل التي يعتمد عليها حرس الحدود في مكافحة التهريب والتسلل بجميع أشكالها، وحيث إن حرس الحدود يحرص على إدخال التقنية الحديثة في حماية الحدود باستمرار، سيتم النظر في استخدام تلك العقوم والخنادق مستقبلاً وفق متطلبات الموقف في حال الانتهاء من مشاريع التطوير القائمة حالياً. ● تضاريس صعبة يعمل من خلالها حراس الحدود على حماية أمن المملكة (جبلية وصحراوية)، هل من دراسات وخطط جديدة للتعامل مع هذه التضاريس بالطرق التي تضمن مزيدا من إحكام السيطرة؟ - لا شك أن مفهوم العمليات وفق ما سيتم من تقنية بمشاريع التطوير بحرس الحدود سيتطلب تحديث خطط العمليات، وكذلك هناك خطط وبرامج لصيانة الطرق من خلال ضباط مهندسين متخصصين في المجال، وذلك لتحقيق أعلى مستوى من الجودة والكفاءة كما يتم دراسة الطرق البديلة في المناطق ذات التضاريس الوعرة بواسطة أجهزة حديثة وبرامج متقدمة، تساهم في تحقيق وتأكيد السيطرة الأمنية، إضافة إلى ما يتم من إجراءات أخرى قبل قص الجبال وتهذيبها في المناطق الوعرة واستخدامها كعائق طبيعي وإنشاء نقاط مراقبة ومواقع سيطرة، تستخدم وفق المفهوم الجديد بما يخدم العملية الأمنية ويعزز أمن منطقة الحدود بمشيئة الله. دعم القطاع ● في ظل كل هذه الجهود التي تبذل، كيف تنظرون إلى ما تحقق من إنجازات أمنية على طول حدود المملكة؟ - في حقيقة الأمر أن من يتتبع التطور التاريخي لحرس الحدود منذ بدايته خلال المائة عام الماضية، عندما كان يستخدم الهجن في مراقبة الحدود ثم السيارات وحاليا تتم مراقبة الحدود بالأبراج والنظم الإلكترونية الحرارية المتطورة والرادارات والوسائط البحرية المتعددة الأنواع والأحجام، فإن هذا يعطي المتابع تصورا عن التطوير المستمر لحرس الحدود واهتمام ولاة الأمر -حفظهم الله- بهذا الجهاز كخط الدفاع الأول عن الوطن، ومشروع تطوير حرس الحدود هو ثمرة جهود واهتمام ولاة الأمر والمتابعة المستمرة من قبل سمو وزير الداخلية -حفظه الله- ومنسوبي حرس الحدود يسعون دائماً لتحقيق تطلعات ولاة الأمر في خدمة الوطن والمواطنين. إخلاء حرم الحدود ● وهل تشكل بعض التجمعات السكانية التي تقع على نقاط تماس مع الحدود، عائقا في تعقب بعض المهربين والمتسللين، كيف ستعالجون هذا الأمر؟ - طبيعة عمل حرس الحدود في المناطق الحدودية تقضي بإيجاد مسرح عمليات، يعمل به حرس الحدود وفق نظام أمن الحدود ولائحته التنفيذية، ودون تداخل القرى والهجر والمجمعات السكنية، وذلك لإحكام السيطرة الأمنية على الحدود لتنفيذ مهامه على أكمل وجه، وقد صدر الأمر السامي الكريم والذي يقضي بإخلاء حرم الحدود بالمناطق الجنوبية (جازان، عسير، نجران) وعليه تم تشكيل لجان عليا مستقلة لهذا الخصوص تعمل على إخلاء منطقة حرم الحدود وتعويض أصحاب تلك الممتلكات واللجان مستمرة في أعمالها. ● وكيف وجدتم تعاون المواطنين مع حرس الحدود؟ - هناك تعاون من قبل المواطنين مع حرس الحدود للحد من عمليات التهريب والتسلل، ولا شك أن ذلك يسهم كثيراً في القبض على المهربين والمتسللين، واعتبار أن المواطن هو رجل الأمن الأول، فهو يدعم جهود رجال الأمن في أي مكان، ولله الحمد، وهذا المأمول منه حيث الأمن مسؤولية الجميع، وإن حصل تجاوزات محدودة من البعض فإنها لا تؤثر أو تغير من التعاون الملموس. تشديد المراقبة الأمنية ● وهل أنتم مطمئنون بأن ما أنجز حاليا كفيل بالقضاء على عمليات التهريب والتسلل؟ - استطاع حرس الحدود بفضل الله ثم بدعم وتوجيهات ولاة الأمر -حفظهم الله- تشديد المراقبة الأمنية على طول الشريط الحدودي لهذه البلاد الغالية «برا وبحرا»، من خلال انتشار منشآته المتمثلة في القيادات والوحدات والمجمعات والمراكز الحدودية، وتوزيع منسوبيه ضباطا وأفرادا على كافة القيادات والقطاعات الحدودية بالمناطق، حسب مصادر التهديد وطبيعة المهام وظروف عمل كل موقع، مع دعمهم بكافة التجهيزات المساندة لأعمالهم من السيارات والزوارق والأسلحة وأجهزة الاتصالات وأنظمة المراقبة الإلكترونية والنواظير الليلية والنهارية ووسائل الحماية الشخصية، وإنشاء الموانع الأمنية في المواقع الخطرة، إضافة إلى أن العمل جار في المشاريع حرس الحدود التطويرية في الجانبين البري والبحري والتي ستحقق إحكام السيطرة على الحدود بإذن الله تعالى، وقد نفذ من تلك المشاريع في الجانب البري مشروع أمن الحدود الشمالية، وبدأ بمشروع البنية التحتية بالحدود الجنوبية. دعم المناطق ● إلى أي مدى يجد قطاع حرس الحدود دعما يمكنه من القيام بواجباته على الوجه المأمول؟ - الدعم اللامحدود الذي يوليه سمو وزير الداخلية لجميع قطاعات وزارة الداخلية، وخصوصاً ما نجده وما نتلقاه بشكل يومي في حرس الحدود، يأتي من حرص سموه والذي هو امتداد لتوجهات ولاة الأمر -حفظهم الله جميعا- للاهتمام بالوطن والمواطن، وأن متابعة وتوجيهات سمو وزير الداخلية باهتمام أداء حرس الحدود في المراقبة برا وبحرا كما يتابع مشاريع التطويرية لوزارة الداخلية، بتحفيز العاملين ماديا ومعنويا المستمر، كما تحظى قيادات حرس الحدود بالمناطق باهتمام ومتابعة أصحاب السمو أمراء المناطق، ليقوم بتنفيذ مهامه وأعماله بأكمل وجه، وتذليل كافة الصعوبات وتسخيرها يعمل عليه الجميع لتحقيق الهدف المنشود وهو التطلع لحدود آمنة. ● أثبتت الطلعات الجوية من قبل طيران الأمن بوزارة الداخلية لمسح الحدود جدواها، هل هناك توجه لتخصيص طائرات لحرس الحدود، تضاف إلى ما هو قائم من آليات وأنظمة لحفظ أمن الحدود؟ - حرس الحدود ضمن أجهزة الأمن التي تستفيد من طيران الأمن، حيث إن هناك تنسيقا مستمرا مع القواعد الموجودة في بعض مناطق المملكة للقيام بمهام جوية استطلاعية بشكل مستمر، ومنظومة الطيران ستخدم حرس الحدود في أداء مهامه، والتطوير مستمر في كل الجوانب ومنها الطيران أسوة بالأجهزة الأمنية الأخرى. جامعات للتدريب ● وهل هناك تدريب لمنسوبي حرس الحدود على الأجهزة الحديثة، وأين يتم التدريب، وما هي آلياته؟ - يعمل حالياً وفق أحدث التقنيات في مجال حماية الحدود سواء البرية أو البحرية، باستخدام الأنظمة الحديثة للمراقبة، وغرف متطورة للقيادة والسيطرة، منها الثابتة والمتحركة المزودة بتقنيات حديثة وأجهزة المراقبة الإلكترونية ووسائل الحماية الشخصية، وإنشاء الموانع الأمنية ومشروع تطوير حرس الحدود بالشمالية كالسياج الأمني القائم على استخدام التقنيات الحديثة، والتي ستحقق سيطرة أمنية في مجال حماية الحدود، وهناك دورات تخصصية يتم التدريب عليها من قبل الشركة المصنعة للآليات داخليا وخارجيا، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة من مراكز تدريبية مهنية وجامعات ذات تدريب متطور ومتخصص للاستفادة منها في يتدرب منسوبي حرس الحدود. مشاركة المرأة ● بدأ حرس الحدود الاستعانة بالمرأة في عمليات التفتيش، ما مدى تقييمكم لهذه الخطوة، وهل هناك مهام أخرى ستناط بها مستقبلا، لتكون رافدا في عملية ضبط الحدود ومنع التهريب والتسلل؟ - يعمل حرس الحدود على مشاركة المرأة بما يتناسب مع خصوصيتها في المجتمع السعودي، والاستفادة من العنصر النسائي في مجالات التفتيش، وذلك بإيجاد وظائف يتم التعيين عليها بمسمى (سجانات ومفتشات) في بعض المواقع التي يرى حرس الحدود أهمية وجود مفتشات بها، حيث يعملن بتفتيش النساء المتسللات وخلافه تنفيذاً لمبادئنا الدينية والأخلاقية والإنسانية، التي تمنع الرجل من تفتيش المرأة، وهذا يلقى اهتماما كبيرا من المسؤولين، ولقد دعت الحاجة بحرس الحدود للاستعانة بالعنصر النسائي حيث طرأ أثناء قيام دوريات حرس الحدود بالقبض والتفتيش على المتسللين وجود نساء وأطفال يكونوا على شكل مجموعات تهدف إلى دخول المملكة بطريقة غير نظامية، وعند القبض عليهم تتطلب عملية تفتيش النساء وجود عنصر نسائي عسكري مدرب لذلك، وأيضا عند إدخال المتسللات للسجن وترحيلهن لا بد من وجودهن للقيام بذلك، وقد تم بفضل الله تعيين ما يقارب مائة في عدد من الوظائف النسائية وجار قبول أعداد إضافية حسب الحاجة والشواغر المتاحة. تهيئة البيئة ● شاهدنا وبفخر مجمعات حرس الحدود الحديثة على طول الحدود، ما هي خطتكم لتعميم هذه المجمعات على مستوى المملكة؟ - نحن في حرس الحدود نعمل امتدادا لتوجيهات ولاة الأمر، والتي يدعمها ويحرص على متابعتها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، والتي تؤكد على ضرورة إيجاد البيئة المناسبة أثناء تأدية رجال الأمن لأعمالهم في مواقع عملهم، ومن ضمنهم منسوبو حرس الحدود أو في مقر سكنهم أثناء راحتهم، فالخطة في تعميم هذه المجمعات الحدودية تأتي متدرجة، وبما يتوافق مع الاحتياج في كل منطقة، وتم إيجاد عدد من هذه المجمعات في الأماكن غير المأهولة، وتم تأمين جميع الخدمات الضرورية لخدمة منسوبي حرس الحدود بها، وفق أحدث التجهيزات والإمكانات. تضحيات الأبطال ● يلعب الجانب التوعوي دورا مهما في تثقيف المجتمعات، ما هي خطة حرس الحدود لزيادة الجرعات التثقيفية للعاملين في قيادات وقطاعات حرس الحدود؟ - حرس الحدود يقوم بدور أمني وإنساني من خلال تأديته للمهام والواجبات المناطة بمسؤولياته، أهمها حراسة وحماية الحدود البرية والبحرية، وكذلك تقديم العون والمساعدة للتائهين والمحافظة على البيئة البحرية والسلامة البحرية لمرتادي البحر وإرشادهم والبحث والإنقاذ، ويقوم بإبراز ذلك إعلاميا من خلال برامج توعوية للمواطنين والمقيمين، وكذلك العمل على تثقيف منسوبي الجهاز من خلال إعداد البرامج التثقيفية والتوعوية ببرامج توعوية لقيادات حرس الحدود، لدعم المراكز والقطاعات بالوسائل الإعلامية المرئية والسمعية، تتضمن محاضرات دينية وأدبية وأنشطة ثقافية ورياضية وبرامج تعليمية بشكل مستمر في معهدي ومراكز تدريب حرس الحدود، والتي تحظى بأهمية بالغة وحققت ما هو مأمول منها لمواكبة التطوير بالتقنيات الحديثة، وهناك حلقات علمية يتم المشاركة مع المنظمات العالمية للاستفادة والتعاون مع بعض الجامعات بإعداد استشارات وبرامج تدريبية مختلفة ومثمرة وبناءة. ● ما هي رسالتكم لمنسوبي حرس الحدود في مختلف مناطق المملكة؟ - رجال حرس الحدود في جميع المناطق يؤدون عملهم المنوط بهم على الثغور دون كلل أو ملل، وهم يتشرفون بخدمة وحراسة بلد الحرمين الشريفين، فلا بد لنا ونحن نتابع تلك الجهود أن نتقدم لهم بالشكر والتقدير لقاء ما يقومون به من جهود مباركة، وولاة الأمر والجميع يقدرون ويشعرون بما يقدمونه هؤلاء الرجال من تضحيات تستحق الثناء، ونحن وكل ما نملك فداء لهذا الوطن المعطاء.