يعد مسجد ذي الحليفة ميقات الإحرام لأهل المدينةالمنورة لمن يريد الحج أو العمرة ولا يجوز المرور منه إلا وهو محرم، ويبعد المسجد عن المدينةالمنورة حوالى أربعة عشر كيلومترا ويشمل مسجد الميقات الى عدد من المسميات منها مسجد الشجرة ومسجد الإحرام ومسجد أبيار علي ومسجد ذي الحليفة. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب النزول فيه، وكان فيما مضى له منزل تحت شجرة وهو الآن موضع المسجد الحالي، وفي رواية أن النبي عليه الصلاة والسلام يركع في ذي الحليفة ركعتين ثم إذا استوت به الناقة قائمة عند مسجد ذي الحليفة أهل بعبارة لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، وقد أمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم بالصلاة فيه، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أتاني الليلة آت من ربي وهو بالعقيق أن صل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة. وهناك مسجد آخر في الموقع يسمى مسجد المعرس ويقع جنوب شرق مسجد ذي الحليفة بمسافة 100 متر حيث يقع هذا المسجد على طرف وادي العقيق وهو واد مبارك فكان النبي صلى الله عليه وسلم «يعرس» في هذا الموضع حتى يصبح الصباح فيصلي الصبح فيه، والتعريس يعني النزول في المحل بعد ثلث الليل الأول مع الاستمرار فيه حتى الصباح، ولمسجد الميقات تاريخ في عمارته بمر العصور فقد بني المسجد في عهد عمر بن عبدالعزيز عندما ولي إمارة المدينة (87-93ه) وجدد في العصر العباسي ثم جدد في العصر العثماني في عهد السلطان محمد الرابع وكان المسجد صغيرا جدا ومبنيا من اللبن والحجارة ولم يكن الحجاج والمعتمرون في المواسم يجدون راحتهم فيه، وشهد مسجد الميقات في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- أمرا بتجديده وتوسعته ومع زيادة عدد الحجاج والمعتمرين تمت مضاعفة حجمه عدة أضعاف وتزويده بالمرافق اللازمة فأصبح المسجد محطة متكاملة للمسافرين فقد بني على شكل مربع مساحته 6.000 متر مربع ويتكون من مجموعتين من الأروقة تفصل بينهما ساحة واسعة مساحتها ألف متر وله أقواس تنتهي بقباب طويلة يبلغ ارتفاعها عن الأرض 16م ويتسع المسجد ل5000 مصل على الأقل.