تحل الذكرى ال22 على وفاة رائد الصحافة السعودية عثمان عبدالقادر حافظ (توفي في 16 رمضان 1413ه)، الذي يمثل أحد أبرز عناوين الصحافة السعودية كما يقول المؤرخ أحمد مرشد، موضحا أن «حافظ» كان صحافيا من الطراز الأول، ويتمتع بحس صحفي عال، وخاض معترك الصحافة بكل ما يعتمل في نفسه من الوطنية والتفاني والإخلاص للدين والوطن والدعوة إلى الخير والحق والإصلاح من منطلق أن الصحافة وسيلة للتنوير والتطوير. ويقول المستشار السابق في مجلس الشورى المهندس يوسف الميمنى، ان عثمان حافظ له مساهمات متعددة في مجال الصحافة من خلال تأسيس جريدة المدينة، وعمل مع أخيه (علي) سنة 1365ه على إنشاء مدرسة الصحراء الخيرية لأبناء البادية في بلدة (المسيجيد) قرب المدينةالمنورة، وكانا يقدمان معونة مالية تشجع الطلاب على الالتحاق بها والاستمرار فيها، حتى كبرت وضاقت، فأمر الملك عبد العزيز رحمه الله بدعمها، ثم تسلمتها الدولة سنة 1381ه بعد 16 عاما من اشراف آل حافظ عليها، وقد خرجت جيلا من الكفاءات والمسؤولين، وكان علي وعثمان حافظ شقيقين شبه توأمين، لا يذكر أحدهما إلا ويقترن بالآخر، كانا رفيقي درب واحد واهتمام متقارب، لكن الشيخ علي وهو الأكبر بعام واحد كان الأقرب الى الأدب والشعر والتاريخ، أما الشيخ عثمان فكان الأكثر التصاقا بالصحافة، وكان له دور كبير في توثيق تاريخها الذي سبق تكوين المؤسسات الصحفية. وأضاف الميمني أن عثمان حافظ كان يمتلك مطبعة صغيرة لطباعة الكروت والأوراق التجارية، ثم قام بجلب مطبعة المدينة من مصر بمفرده، وحصل على امتياز جريدة المدينةالمنورة باسمه، لكنهما اشتركا في بقية مشوارهما الصحفي والثقافي والاجتماعي معا، يستخدمان مكتبا واحدا وخزنة نقود واحدة، وسكنا في البداية في منزل واحد، ولهما صداقات مشتركة ورغبات متقاربة. ولد عثمان في المدينةالمنورة عام 1328ه، وتلقى تعليمه في مدارس المدينةالمنورة وكتاتيبها، وفي حلقات الدرس بالمسجد النبوي حيث استكمل دراسته، وحصل على شهادة التدريس من أستاذه الشيخ عبدالقادر توفيق شلبي. وعمل كاتبا في مديرية المعارف بالمدينةالمنورة عام 1345ه، ثم عضوا وسكرتيرا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمدينةالمنورة حتى عام 1349ه، وعمل مدرسا بالمدرسة الابتدائية بالمدينةالمنورة عام 1350ه، وعمل معتمدا للمعارف بالمدينةالمنورة عام 1362ه، ثم انتقل إلى وزارة المالية فعمل مفتشا للشمال، وفي عام 1365ه عمل مديرا لإدارة الحج بالمدينةالمنورة. أصدر مع أخيه علي عبدالقادر حافظ صحيفة (المدينةالمنورة) ومطبعتها التي سمياها (شركة المدينةالمنورة للطباعة والنشر) عام 1356ه، وتولى عثمان إدارة الجريدة ورئاسة تحريرها. في عام 1382ه نقل الأخوان حافظ الجريدة من المدينةالمنورة إلى جدة، حيث تم تأسيس شركة المدينة للطباعة والنشر بجدة عام 1383ه. وفي عام 1386ه انتخب عثمان حافظ رئيسا لتحرير جريدة المدينة وبقي في رئاسة تحريرها 11 سنة، ومن مؤلفاته «تطور الصحافة في المملكة العربية السعودية».