خلال الشهر الماضي فقط حصلت حوالي خمس حالات عنف وطعن لرجال أمن وزوار بالحرم المكي من قبل مختلين عقليا يعانون مما يبدو أنه «متلازمة الأماكن المقدسة» التي سبق وكتبت عنها، وفي نفس الشهر أعلن «البغدادي» زعيم داعش نفسه خليفة للمسلمين، ومن لا يبايعه مرتد يجب قتله وإن كان من مشايخ الدين، بل حتى من الفرع الآخر للقاعدة «جبهة النصرة» وحتى تم إعلان زعيم القاعدة نفسه «الظواهري» مرتدا؛ لأنه لم يبايع هذا الخليفة المزعوم الذي لم يأتِ بجديد، فالتاريخ الإسلامي قديما وحديثا مليء بزعماء جماعات أعلنوا أنفسهم خلفاء وكفروا من لا يبايعهم وقاتلوا وقتلوا المسلمين لأجل هذا الزعم وبعضهم زعم أنه المهدي المنتظر، والمعضلة أن هناك من يصدق هؤلاء المختلين عقليا ويتبعهم ومستعد لأجلهم أن يكفر المسلمين ويقتلهم حتى في بيت الله الحرام، كما حصل مع جماعة «جهيمان» الذي هاجم الحرم المكي لإجبار المسلمين على مبايعة صهره باعتباره المهدي وبقي يقتل من يرفض البيعة حتى بعد أن تأكد له مقتل صهره ورفض تصديق مقتله حتى وهو يرى جثمانه! أنا مع ضرورة المحاجة العقائدية لهؤلاء الذين حولوا أمراضهم العقلية والنفسية لعقيدة يكفرون من ينكرها عليهم، لكن في نفس الوقت يجب تبيان أن أبرز أنماطهم هي أعراض انحرافات وأمراض نفسية وعقلية، وعلى سبيل المثال داعش حولت السادية من مرض نفسي وجريمة تعبر عن انحراف نفسي لدى صاحبها إلى عمل ديني يثاب فاعله، ولهذا يفاخرون بنشر صور سادية لتمتعهم بتعذيب الأبرياء حتى الموت والتمثيل بالجثث وقطع الرؤوس ولعب كرة بها حتى تلك التي لمشايخ الكتائب الإسلامية، ولهذا باتت مغناطيسا للمرضى النفسيين المصابين بالسادية والنرجسية السيكوباتية وجنون العظمة والشخصية المعادية للمجتمع وتوهمات الانفصام البارانوي.