دائما هو في حال من البحث عن الإجابة على سؤال مطروح بين أيدينا ملخصه كيف نطور من أدائنا في العمل الإعلامي؟! هذا هو الإعلامي المميز تركي الدخيل الذي ما ان يقوم بعمل ما حتى يفكر في تطويره والظهور به مختلفا أو على درجة من الاختلاف، وهذا ما يحصل اليوم على شاشة تلفزيون (m b c) مع برنامجه الجديد «في خاطري شي». الذي كان قد بدأ معه كفكرة ميني بروجرام إذاعي العام الماضي والذي سبقه عبر أثير MBC FM، ليطوره ويطل من خلاله بثلاثين حلقة اجتماعية هادفة، تختصر خواطر عفوية وشبابية - توعوية يقدمها الدخيل يوميا، بلا فذلكات أو تعقيدات، لتنسجم مع طبيعة شهر الصوم، وذلك بإيقاع سريع، منطلقا من مبدأ «خير الكلام ما قل ودل». هذه المرة، اختار تركي الدخيل ألا يستفيض في الحديث أو الحوار بل أن يكتفي بالإضاءة على بعض مكامن الخلل في مجتمعاتنا وكل ما له علاقة براهننا اليومي، بأسلوب سلس وبسيط، متكلا على مزيج من الكلمة والدراما المعبرة عن الخواطر، إضافة إلى رسوم غرافيكية تعبر عن المواضيع المطروحة. وفي السياق نفسه، يوضح تركي الدخيل بلهجة عامية محببة يستخدمها في الحلقات المعروضة حاليا وإلى نهاية الشهر الكريم، ومثال ذلك «نحنا كويسين بس نقدر نكون أحسن»، مشيرا إلى أن «هذا هو شعارنا، وهدفنا في الأصل توعوي وتحفيزي بالدرجة الأولى، مع السعي إلى تطوير أنفسنا كي نصبح أفضل». ويلفت الدخيل إلى أن خلفية الصورة المتضمنة لمشاهد درامية جاءت لإضفاء المرونة على المادة الكلامية، في وقت قصير لا يتجاوز مدة الخمس دقائق، «لأن الناس لا تملك الوقت للاستماع إلى المطولات». قيل للدخيل سابقا: «انصح نفسك يا تركي»، فقال «إنني مؤمن تماما بهذه الفكرة، وأدرك بأن ما أخاطب به الآخر، علي أن أطبقه على نفسي أولا»، مؤكدا أن برنامجه الجديد هذا لا يسعى إلى تقويم سلوك الناس بالتوجيهات الحادة، بل يحاول تقديم نصائح غير مباشرة، هي بمثابة لفت انتباه للإضاءة على بعض مكامن الخطأ. ويتابع الدخيل: «كنت أظن أن الفارق بين التجربتين الإذاعية والتلفزيونية سيكون بسيطا، لكنني اكتشفت أنه كبير جدا». يجيء رأيه هذا بعد عمله 12 عاما في مجال التلفزيون، مقدما برنامجه الشهير «إضاءات» على قناة العربية، ويرى الدخيل أن «في خاطري شي» مختلف تماما عن «إضاءات».. مثنيا على الدقة التي ينتهجها مخرج البرنامج علي السمين، «الأمر الذي جعلنا نمضي وقتا طويلا في التصوير. فقد احتجنا لتصوير حلقة لا تتجاوز مدتها 5 دقائق على الشاشة، إلى أكثر من 4 ساعات أحيانا، خصوصا في المرحلة الأولى من التصوير، ثم تمكنا بوتيرة عمل مكثف، وصل أحيانا إلى 10 ساعات يوميا، من إنجاز المهمة». ومن ناحيته يقول المخرج: إن «في خاطري شي»، يتعاطى مع الأمور بصورة إيجابية، طارحا السؤال: كيف يمكننا أن نكون أفضل؟ كيف نتمكن من حل مشاكلنا؟ أي أننا ندرك إيجابياتنا ونحاول تحسين سلوكنا أكثر، ولا نهدف إلى جلد أنفسنا. يطرح البرنامج مواضيع تصادفنا في حياتنا اليومية، لكننا لا نتنبه بالضرورة إلى أهميتها، في كثير من الأوقات، منها: آداب الحوار، وتقدير الذات واحترام الآخر، واستخدام العنف اللفظي والجسدي، والتعصب، والواسطة، والفضول، والسخرية، والشائعات، والاتكالية، والتسامح، وسبل التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرها. وتركي الدخيل إعلامي نشط وصاحب قبول في المشاركات الإنسانية إعلاميا وهو ما دعا دلة البركة مؤخرا لاعتماده واحدا من لجنة ثلاثية ضمت إلى جانبه الإعلامية منى أبوسليمان والدكتور علي المالكي لمشروعها الإنساني الاجتماعي الكبير مبادرة «بركة أمي» في دورته الأولى الشهر الماضي.