يعتبر إعزاز قيم التسامح والحوار والاعتدال والتراحم بين المسلمين ونبذ العنف والإرهاب منطلقا هاما لتثبيت الأمة الإسلامية، وتوحيدها على الكتاب والسنة، وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار. حيث أكد في هذا السياق الدكتور عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وإمام وخطيب المسجد الحرام أن الأمة الإسلامية في حاجة إلى دروس الصيام ومقاصده، والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر العظيم والتمسك بنهجه القويم، والاعتصام بحبل الله المتين والاحتكام إلى شريعته وبيان محاسنها، والدفاع عن مبادئ الإسلام، والاجتماع على محكمات الشريعة ومسلماتها، وإعزاز قيم التسامح والاعتدال ونبذ العنف والإرهاب بكافة أشكاله، مشيرا إلى أن الأسى ليعتصر قلوب المسلمين وهم يعيشون أيام هذا الشهر ولياليه المباركة بما يجري في عددٍ من بلاد المسلمين من سفك للدماء وصراعات حزبية وطائفية، سائلا الله أن يكون هذا الشهر منطلقا لتثبيت الأمة الإسلامية ووحدتها على الكتاب والسنة وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار. فيما أكد الدكتور فواز الدهاس أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة أم القرى أن الأمة الإسلامية هي أمة الوسطية، فموقع مكةالمكرمة موقع وسطي في العالم، والواجب علينا كأمة إسلامية أن نتعامل بالتسامح والتفاهم فيما بيننا وكذلك بالتسامح مع الآخرين. ولهذا تجد المسلمين كانوا في فتوحاتهم الإسلامية عندما يدخلون أي بلاد يخيرون سكان البلاد المفتوحة بين ثلاث: الإسلام أو الجزية ويكون القتال آخر الحلول؛ لذلك تجد الكثير عاش تحت لواء الدولة الإسلامية في عدل وإنصاف، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصى الجيش بعدم قطع الأشجار أو قتل الشيوخ والنساء والأطفال ولا يقتل المتعبد الذي يتعبد ربه في صومعته أيا كانت ديانته بل يترك له حرية التعبد؛ لذلك نجد أن الإسلام دخل في الكثير من الدول عن طريق تعامل المسلمين التجار وصدقهم وعدلهم، فأعجب الجميع بأخلاقهم، ورمضان شهر التسامح بين المسلمين والأقرباء.