أرجع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سر قوة بلاد الحرمين إلى تماسك شعبها وقيادتها صفا واحدا، وارتكازها على العقيدة الإسلامية السمحة، معتبرا أن ما نمتلك من مخزون ثقافي ومعرفي وخبرات وكوادر مهنية قادرة على مواصلة العمل والبناء وتعزيز التنمية، مشددا على أن من يحاول العبث بأمن واستقرار هذه البلاد سيواجه بالعقاب الرادع. وقال ولي العهد إن أهم ثروة لدينا هي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة، حيث مهبط الوحي والتي تمثل عزنا وفخرنا، وهي أعظم من كل الثروات المادية، ويفرض علينا ذلك مسؤولية كبيرة تجاه هذا الوطن بالمحافظة على أمن هذا الوطن واستقراره والحفاظ على مقدراته، وبفضل من الله بلاد الحرمين الشريفين تتمتع بالأمن والاستقرار، وهذا الأمن والاستقرار له انعكاسات كبيرة على التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، موضحا أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يحفظه الله، تؤكد باستمرار على أهمية تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن في المدينتين المقدستين، مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة خاصة وأن زوار وقاصدي الاراضي المقدسة تكتظ بهم جنبات المسجد الحرام والمسجد النبوي على مدار العام، مضيفا أن هاتين المدينتين تحظيان باهتمام كبير من القيادة، والتوجيهات تؤكد على ضرورة الارتقاء بالخدمات وتقديم كل ما من شأنه تحقيق الراحة والطمأنينة للمعتمرين والزوار، وكافة الجهات الحكومية والخدمية تسخر جميع الإمكانيات المادية والبشرية في خدمة ضيوف الرحمن. العمرة والزيارة مفتوحتان واعتبر الأمير سلمان بن عبدالعزيز أن الزيارة والعمرة لم تعد تقتصر على شهر رمضان وموسم الحج كما هو الحال في السنوات الماضية، إذ أن المسجد الحرام يمتلئ بالمعتمرين والطائفين على مدار العام، لذا فإن جميع الخدمات مهيأة للزوار والمعتمرين على الدوام، وهم بفضل الله يؤدون مناسكهم بيسر وسهولة وسط منظومة خدمية متكاملة. وأشار ولي العهد إلى أن المملكة تعيش تطورا وازدهارا ورغدا في العيش يتطلب منا جميعا شكر النعمة، فبالشكر تدوم النعم، ودعا سموه إلى أهمية تعريف النشء من أبناء هذا الوطن بما كانت عليه المملكة في أوقات مضت من التشرذم والفرقة وضنك العيش، قبل أن يوحدها الملك عبدالعزيز تحت راية الإسلام، وقيام دستورها وفق النظام الأساسي للحكم على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ومقارنة الحال في سنوات مضت بما نحن عليه اليوم من نعمة واستقرار، معتبرا أن توعية الشباب تدفعهم إلى تقدير هذه النعمة والمحافظة عليها وإكرامها، خاصة وأن شباب المملكة هم مصدر عزتها والجميع يتحمل واجب الحفاظ على أمن الوطن. أقوياء بالتفاف الشعب وأضاف الأمير سلمان بن عبدالعزيز، خلال حديثه مساء أمس الأول، لأعيان ووجهاء منطقة مكةالمكرمة خلال تشريفه مأدبة السحور في منزل الشيخ صالح عبدالله كامل رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية في جدة، وبحضور محافظ جدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سلمان، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه، ووزير الحج الدكتور بندر بن محمد حمزة حجار ووزير التجارة والصناعة السابق عبدالله زينل، «إننا مطالبون في هذه البلاد بالحمد والشكر لله سبحانه وتعالى على ما أسبغ علينا من نعم لا تعد ولا تحصى، إذ نتمتع بفضل الله ثم بالتفاف الشعب حول قيادته بنعم كثيرة، وفي مقدمتها الأمن والاستقرار، إذ أن الراكب على سيارته يطوي المسافات البعيدة بين جنوب المملكة وشمالها وشرقها وغربها ولا يعكر صفوه أحد ولا يعترض طريقه أحد في أمن وعافية هو ومن يرافقه من أسرته، وهذه النعم والفضائل تستحق منا الشكر. وأبان سموه إلى أن التطور الكبير لمختلف مدن المملكة شهد تمازجا بين سكان المحافظات والقرى والمدن التي قصدوها للعمل فيها ومن ثم استقر بهم الحال فيها وأصبحوا من سكانها الى جانب سكانها الأصليين مما أدى الى اتساع رقعة المدن، وزيادة التطور العمراني وتسارعه. مكةوجدة .. كيف كانتا وعاد الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالذاكرة إلى الوراء ليسترجع تاريخ جدة القديم، وقال إنها كانت محصورة النطاق في جدة القديمة وحي الكندرة، وكانت تعتبر منطقة أبحر صحراء بعيدة عن جدة، والآن بفضل التطور أصبحت أبحر داخل المدينة بل وتجاوزها العمران، وكذلك الحال في مكةالمكرمة حيث اقتصرت أحياؤها في الماضي على جرول والششة وبعض الاحياء القريبة والبيوت المجاورة للحرم، وبعض المحلات التجارية التي كانت ملاصقة لباب السلام من جهة الغزة، مؤكدا أن ما شهدته هاتان المدينتان وباقي مدن ومحافظات المملكة يعكس التطور الحقيقي، وهذا التطور شمل كافة مناطق ومدن المملكة، وسيستمر بإذن الله، ثم بفضل نهج الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، يرحمه الله، والذي استكمل المسيرة من بعده أبناؤه الملوك وسيستمر التقدم والتطور في كل ما من شأنه تحقيق الرفاهية للمواطن. الاكتفاء الذاتي بأبنائنا وأردف الأمير سلمان بن عبدالعزيز القول «المملكة كانت في السابق تستعين بالخبرات في مختلف المجالات للاستفادة منها من كافة الدول العربية والاسلامية، في حين أننا اليوم أصبح لدينا اكتفاء ذاتي بما لدينا من خبرات يتميز بها أبناء الوطن في كافة التخصصات النظرية والعملية، في الطب والهندسة وغيرها من التخصصات الدقيقة، وهذا إن دل فإنما يدل على وصول المملكة إلى مراحل متطورة من التقدم والرقى في شتى المجالات». وشدد ولي العهد على أن نهج قادة هذه البلاد منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، هو الاستماع إلى مواطني هذه البلاد من خلال المجالس المفتوحة ومن حق أي مواطن إبداء رأيه بكل شفافية، وأؤكد للجميع أن أبوابنا مفتوحة لجميع المواطنين ونتقبل الآراء والنصائح كبيرة كانت أو صغيرة، وقلوبنا تتسع لكل الآراء، فروابط الوحدة الوطنية قائمة بين قادة هذه البلاد وشعب المملكة، ولا شك أن ميزة هذا المجتمع هي الترابط والاخوة في لحمة وطنية ليس لها مثيل. الحث على الاهتمام بالعمل المهني وقال الأمير سلمان بن عبدالعزيز، حضرت عددا من مناسبات تخريج طلاب الكليات والمعاهد المهنية وطالبتهم بضرورة الانخراط في كافة المهن والوظائف المتوفرة، مشددا في حديثه على أهمية العمل المهني، واستشهد بنماذج مضيئة في المملكة كافحت وعملت دون كلل أو ملل حتى أصبحت يشار إليها بالبنان، من بينهم عدد من رجال الأعمال الذين حققوا منجزات ونجاحات بدأوا فيها من أعمال مهنية بسيطة وتدرجوا حتى وصلوا لمستويات عليا، مذكرا بعدة أسر كريمة في كل من جدةومكة والرياض وكافة مناطق المملكة ممن صنعوا انفسهم من نقطة الصفر، وقال سموه «الوظيفة شرف حيثما كانت.. وشبابنا قادرون ان شاء الله على العمل في أي مكان يفرض الواجب وتستدعيه الوظيفة العامة». واختتم الأمير سلمان بن عبدالعزيز حديثه بالشكر للشيخ صالح كامل الذي جمعنا بهذه النخب من المسئولين والوجهاء وأهالي منطقة مكة، وقال أنا حريص كل الحرص على الالتقاء بكم والتحدث إليكم والاستماع لآرائكم ومقترحاتكم.