مقام إبراهيم، هو ذلك الحجر الأثري الذي قام عليه إبراهيم عند بناء الكعبة المشرفة لما ارتفع البناء، فكان يقوم عليه ويبني. وهو الحجر الذي قام عليه بالأذان والنداء للحج بين الناس، وفي هذا الحجر أثر قدمي إبراهيم عليه السلام بعدما غاصتا فيه، وهو الحجر التي تعرفه الناس اليوم عند الكعبة المشرفة، ويصلون خلفه ركعتي الطواف. والحجر الذي وقف عليه إبراهيم عليه السلام لونه ما بين الصفرة والحمرة وهو إلى البياض حيث يمكن حمله وهو حجر ليس صوان. أما حجم حجر المقام فيشبه المكعب، ارتفاعه عشرون سنتيمترا وطول كل ضلع من أضلاعة الثلاثة من جهة سطحه ستة وثلاثون سنتيمترا أما طول ضلعه الرابع فيبلغ ثمانية وثلاثون سنتيمترا فيكون محيطه من جهة السطح مئة وستة وأربعين سنتيمترا. وقد غاصت قدما إبراهيم عليه السلام في هذا الحجر الشريف مقدارا كبيرا إلى نصف الحجر فعمق إحدى القدمين عشرة سنتيمترات وعمق الثانية تسعة سنتيمترات وطول كل قدم سبعة وعشرون سنتيمترا وعرض كل واحدة أربعة عشر سنتيمترا وهي ملبسة بالفضة وقد كتب على الفضة بخط الثلث آيه الكرسي. ويعتبر الخليفة المهدي العباسي أول من حلى المقام لما خشي عليه أن يتفتت، فبعث بألف دينار، فضببوا بها المقام من أسفله إلى أعلاه، وفي خلافة المتوكل زيد في تحليته بالذهب، وجعل ذلك فوق الحلية الأولى، وذلك في سنة 236ه، ولم تزل حلية المهدي على المقام حتى قلعت عنه في سنة 256ه لأجل إصلاحه فجدد وصب عليه حتى يشتد، وزيد في الذهب والفضة على حليته الأولى. وفي 25 من ذي الحجة 1384ه أمرت رابطة العالم الإسلامي بإزالة جميع الزوائد الموجودة حول المقام، وإبقاء المقام في مكانه على أن يجعل عليه صندوق بلوري سميك قوي على قدر الحاجة وبارتفاع مناسب يمنع تعثر الطائفين ويتسنى معه رؤية المقام، ووافق الملك فيصل بن عبدالعزيز في ذلك الوقت وأصدر أمره بتنفيذ ذلك، فعمل له غطاء من البلور الممتاز، وأحيط هذا الغطاء بحاجز حديدي، وعملت له قاعدة من الرخام نصبت حول المقام لا تزيد مساحتها على 180 في 130 سنتمترا بارتفاع 75 سنتمترا، وتم ذلك في رجب 1387ه، حيث جرى رفع الستار عن الغطاء البلوري في حفل إسلامي، واتسعت رقعة المطاف وتسنى للطائفين أن يؤدوا مناسك الطواف في راحة ويسر، وخفت وطأة الزحام كثيرا.