الفكر المتشدد والمتطرف مصطلح جديد علينا، والفكر الإسلامي المتعارف عليه هو فكر ناصع ومتسامح وفكر يقبل الجميع، وهذا الفكر الإسلامي ينطلق من عقيدتنا الإسلامية السمحة ومن شريعتنا الغراء، وهذا هو مفهومنا لفكرنا الإسلامي. ونحن في هذا الشأن نقف عند قوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا). وتفصيل الوسطية في الإسلام هو الاعتدال والعدالة، وبالتالي نحن هنا في هذا الموقف وفي هذا المضمار ضمن هذا النص، ورسولنا صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما. وبالتالي ديننا هو دين اليسر والسماحة والوسطية والاعتدال ودين الرحمة والمحبة، ونحن المسلمين لا نقبل ولا نرضى أن يوصف الإسلام بأنه به فكر متطرف أو متشدد؛ لأن الإسلام هو دين الوسطية. وفكر «الأصولية» لا ينتمي إلى فكرنا الاسلامي، بل هو فكر غربي، وصحيح أننا ننطلق من أصول ديننا ولكن هذه الأصول مبنية على التسامح والعدالة والوسطية، وكما جاء في قوله سبحانه وتعالى (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون). واستطرد أن الوسطية في الإسلام بمثابة منجاة للأمة وأن أصحاب الضلالات يحاولون شق صفوف الأمة بالغلو والتشدد. * المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية