ثمة برامج حوارية شهيرة على الساحة الفضائية من إنتاج سعودي مثل برنامج «يا هلا» لعلي العلياني و«الثامنة» لداود الشريان و«في الصميم» لعبدالله المديفر و«حديث الخليج» لسليمان الهتلان و«في المرمى» لبتال القوس وغيرها، ولكل منها نكهته وخلطته الخاصة التي تختلف عن الآخر. ورغم أن معظم هذه المواهب قد ولدت من رحم القنوات السعودية، أو ترعرعت في كنفها، إلا أنه من النادر أن يولد برنامج مشابه في القنوات المحلية رغم فارق الخبرة والاعتمادات المالية، وكل الذين تلمع مواهبهم لا يلبثون الانتقال إلى القنوات الخاصة في الدول المجاورة، لأن القنوات الحكومية غير قادرة على احتضان هذه المواهب.. أو الاحتفاظ بها. ولأن هذه القنوات لم تعد قادرة على مغادرة الماضي، ولم تبلور شخصية تلفزيونية قادرة على المنافسة وسط هذه المعمعة الفضائية، كان لا بد لقناة واحدة ضمن مجموعة ال«إم بي سي» -مثلا- أن تحظى بنسبة مشاهدة عالية ربما تفوق كل هذه القنوات الحكومية مجتمعة. هذا كله يتفق مع الرأي الذي يقول بأن الإعلام الحكومي قد انتهى عصره ويعيش آخر أيامه. وكنافذة معيارية تطل من خلالها، فإن البرامج الرياضية في التلفزيون الحكومي مثلا، ورغم المساحة المفتوحة وارتفاع سقفها الحواري، إلا أن أي برنامج رياضي لم يستطع تحقيق شهرة برامج «روتانا خليجية» أو «العربية» أو «إم بي سي» رغم أن أقطابها سعوديون ومشاهديها سعوديون وقنواتها سعودية!! ترى هل هو القالب المتخشب، أم الشعور النفسي للذائقة المحلية؟