على مهل وبكل ثقل.. أخذت في العمل تدريجياً.. بدأت روتينية واستمرت كذلك، تغيرت معالمها ومقاصدها.. بدأ حضورها ينتشر.. واصلت تقدمها.. حتى باتت الآن من أهم القنوات المتابعة والأكثر انتشاراً وحضوراً.. لم تكن سنواتها الأولى سوى قناة مكررة وعلى الرغم أنها تخصصت في عرض الأغاني الخليجية فقط، كونت قاعدة جماهيرية جيدة ومعقولة كونها استهدفت فقط متابعي الأغنية الخليجية، ومنذ عام 2004 وقناة روتانا خليجية تعمل في هذا الشأن، أدرك صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس شركة روتانا والتي تنضوي تحتها هذه القناة بحسه الإعلامي وهو يملك واحدة من أهم مجموعة فضائية عربية بأن المشاهد العربي عموماً والخليجي تحديداً لديه القدرة والمقدرة في متابعة قنوات جديدة على الرغم من الكم الهائل من القنوات.. بدأ العمل جدياً على قناة روتانا خليجية، لم يكن وقتها القائمون على القناة حريصين على الدخول للسوق دون تريث، انطلقوا في هذا المشروع من الصفر، جلبوا تركي الشبانة ليكون في الواجهة لانطلاقتها، كان الشبانة وقتها في موقف تحد، وقال وقتها «لا تستعجلوا النتائج»، ليست مهمتي في عام أو اثنين، ولن تكون القناة مجرد رقم في قائمة القنوات، عليكم الصبر حتى تبقى روتانا خليجية مقصد المشاهد السعودي أولاً، وبعدها ستستمر في انتشارها. عمل تركي الشبانة على مشروعه بعقلية المحترف الناضج، وواصل حتى أوصل القناة لمراتب متقدمة جداً جداً في قائمة القنوات الأكثر متابعة لدى المشاهد السعودي، كما أصبحت القناة ذات صيت واسع خليجياً وعربياً، وهذا ما أكده لي أكثر من زميل من زملاء المهنة في دول عربية.. تنوّعت برامجها واختلفت مشاربها واحتوت القناة أفراد الأسرة الواحدة، برامج حوارية متنوعة، مسلسلات بإنتاج خاص ومسلسلات عربية مهمة، برنامج رياضي، وبرنامج يعيش مع الشعب السعودي كل ليلة، وبرامج مسابقات وأخرى تختص بالمرأة، وباقة منوعة من البرامج التي تلبي أعين المشاهدين. حالياً تعتبر قناة روتانا خليجية من أهم القنوات؛ يتسابق إليها المعلنون ويحرص على متابعتها الجميع، تحرك الساكن وتثير الثائر، تعمل بدون أي أجندة، مستقلة في برامجها، همها فقط المشاهد، ولهذا وفرت القناة أهم المذيعين وأكفأ المعدين، تراجع بشكل دائم برامجها، باحثة عن القصور لتجاوزها، عن الجديد لعرضه وعن المفيد لتقديمه. ما جعلني أكتب هذا الموضوع هو حياديتي التامة أولاً.. لست مجبوراً لتمجيد أحد ولكنه الواقع.. وما جعلني أكتب أكثر، هو انضمام الزميل الإعلامي والوجه المعروف سعود الدوسري إلى روتانا، حيث أقيم مؤخراً حفل بهيج بهذه المناسبة، كان قبلها الزميل الدوسري في مكتب الأمير الوليد بن طلال يستمع لتوجيهاته الأخيرة، ألم أقل بأن الوليد يملك حساً إعلامياً مميزاً- وهذا أحد الشواهد، جلس مع محترف القناة الجديد، تحدثا في الأفكار والآراء.. تركا المجاملة جانباً.. وبدأ العمل.. وعودة لأسباب المقالة فأقول: تابعت انضمام الدوسري لهم وراجعت مذيعي القناة وجدتهم جمعياً أكفاء ومهنيين بكل صدق وأمانة، بل إنهم من أهم إعلاميي المرحلة، وما جعلني أفتخر - ويكبر رأسي- أن كل مذيعي القناة من داخل حدود وطني، كلهم سعوديون مميزون، راجعت سريعاً برامجهم فوجدتها من أهم البرامج التي تتابع.. إدريس الدريس في نهاية كل أسبوع مع برامجه (الأسبوع في ساعة) حوار سياسي يناقش قضايا الأسبوع ويستضيف نخبة من أهم المحللين وأجودهم - وبالمناسبة فضيوف إدريس أيضا سعوديون- ذهبت للبرنامج الرياضي اليومي (كورة)، ووجدت تركي العجمة من أهم مقدمي البرامج الرياضية وبرنامجه أكثر متابعة، بل إنه سحب البساط من برامج رياضية كثر، وأيضاً هو فضيوفه الدائمين من السعودية، وذهبت لعلي العلياني وبرنامجه (يا هلا)، فوجدته برنامجاً ناجحاً ولا يحتاج للكثير من الأحاديث، لمهنية علي وحضوره البهي ومناقشة كل الموضوعات بكل جرأة وقوة، ويستضيف المسؤولين ويناقشهم، وهمه فقط مصلحة الوطن والمواطن، حتى بات برنامج (يا هلا) عادة يومية للكثيرين، نادين البدير و(اتجاهاتها)، برنامج فكري في المقام الأول متابع بشكل عربي واسع، وفي (لقاء الجمعة) مع الزميل عبدالله المديفر.. يركز المديفر كثيراً على السعوديين والأكثر متابعة من الجمهور، بل يجلب عدداً من الشخصيات العربية والخليجية، (قضية رأي عام) مع الزميل ياسر العمرو والدخول لأهم قضايا المجتمع السعودي. والآن يكمل الزميل سعود الدوسري هذه التوليفة المهمة ببرنامجه الجديد الذي لم يكشف عنه فقد ترك الأمر مفاجأة لمتابعي القناة ومتابعيه. هل فهمتم لماذا كبر رأسي.. لأنني أشعر بالسعادة والفخر والانتماء لقناة روتانا خليجية التي تعتبر من أهم القنوات العربية ومن يديرها ويحركها وينضم إليها هم فقط سعوديون أباً عن جد.. وهذه القناة هي انعكاس واضح وجميل لرقي وتطور الإعلام في السعودية وتحولاتها وانفتاحها الأكبر في عهد خام الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي أعطي الضوء الأخضر للإعلام السعودي بالتحدث والكتابة في أي شيء وكل شيء مشترطاً أن يكون هنا مصداقية في الطرح. مجدداً نبارك للزميل سعودي الدوسري انضمامه للقناة السعودية روتانا خليجية، وأشكر الأمير الوليد بن طلال على عكسه تطور الإعلام السعودي من خلال هذه القناة والذي جعل طاقمها من المذيعين والمقدمين سعوديين فقط.. وأما تركي الشبانة فهو الذي أجبرنا على أن نضع قناة روتانا خليجية في قائمة القنوات الأفضل والأكثر متابعة.