حرص روتانا خليجية على أن تكون قناة موجهة للمواطن السعودي في المقام الأول هو تحول ملموس وذلك عبر تقديمها عدد كبير من البرامج الناجحة التي تهتم بالشأن السعودي وتطرح الكثير من القضايا بجرأة وشفافية وبطرح موضوعي عالي الجودة, ويأتي في مقدمة هذه البرامج البرنامج الرائد "يا هلا" والذي يبدع فيه محاوره الأستاذ علي العلياني عبر ما يطرحه كل يوم من اختيار موفق للقضايا المطروحة والتي تتسم بالجرأة في الطرح يوماً بعد آخر, حيث أوجد لنفسه مساحة من الحرية لم يتمكن أي مذيع آخر في القنوات المحلية من الحصول عليها حتى أصبح "يا هلا" من البرامج المهمة للمتابعة اليومية. وتكتمل منظومة روتانا خليجية الموجهة للمواطن السعودي بعدد آخر من البرامج المهمة مثل برنامج "لقاء الجمعة" مع الأستاذ عبدالله المديفر والذي يقدمه بأسلوب هادئ وعميق في الطرح, وتتواصل البرامج الهامة لتضم في عضويتها برنامج "الأسبوع في ساعة" للصديق الإعلامي المخضرم الأستاذ إدريس الدريس و"اتجاهات" لنادين البدير ومن يرى "قضية رأي عام" لياسر العمرو فلن يصدق أن هذا الشاب كان يوماً في قناة سعودية رسمية ونحن هنا نتساءل لماذا لا تمنح القنوات الرسمية هذه المساحة طالما أنها متاحة لقنوات سعودية تستضيف ضيوفاً سعوديين وتتجه للمواطن السعودي حتى تزداد حدة المنافسة والتي تصب في مصلحة المواطن أولاً وأخيراً, فالجرأة في الطرح موجودة لدى شبابنا السعودي الطموح ولكنهم يبحثون دوماً عن المساحة التي تتيح لهم نثر إبداعاتهم وهي جرأة تصب في الصالح العام ولهذا فهي جرأة حميدة لأنها ليست جرأة النقد لمجرد النقد. سعادتي كمشاهد بما تقدمه روتانا من اهتمام بالشأن السعودي تأتي بعد أن كانت عدد من القنوات غير السعودية تبحث في هذا الشأن عبر شخصيات لا تدرك واقعنا ولهذا كانت قضايانا في وقت سابق ملك مشاع للكل بشكل غير محمود, ووجود قنوات سعودية خاصة تهتم بهذا الشأن هو أمر يبعث على السعادة ويملأ الفراغ الذي لم تستطيع القنوات الرسمية القيام به لأنها حتى الآن لا تملك حق حرية الطرح الجريء رغم امتلاكها للعناصر التي يمكن أن تقوم بهذا الدور بكل مهنية ومصداقية. وتتواصل إبداعات قناة روتانا عبر برنامج "كورة" للمتألق تركي العجمة ابن القناة الإخبارية والذي انتقل بتألقه إلى روتانا, وحقيقة تبهرنا هذه الأيام البرامج الرياضية السعودية التي تتنافس عليها قنوات أم بي سي وروتانا في الفترة من 11 مساء إلى 1 صباحاً كل يوم "كورة وفي المرمى وأكشن يا دوري" وهي وجبة دسمة تضاف لها ما تقدمه القنوات الرياضية السعودية من برامج, فحصلت الرياضة بذلك على مساحات ضخمة لم تحصل عليها أي قطاعات أخرى. بقي أن نأمل من روتانا في ظل تألقها المحلي أن تولي الدراما المحلية جانباً كبيراً من الاهتمام فلا يكفي أن تنتج روتانا خليجية مسلسل "هوامير الصحراء" وعدداً بسيطاً من المسلسلات الأخرى, فالقناة تنفق عشرات الملايين على مسلسلات عربية أخرى ولهذا نتمنى أن يكون للإنتاج الدرامي المحلي مساحة أكبر في بث القناة وحصة ممتازة في ميزانيات الإنتاج الدرامي. فالقناة تحظى بدعم لا محدود من مالكها سمو الأمير الوليد بن طلال ومن مهندسها الإعلامي السعودي تركي الشبانة والذي كسب خبرة محلية ودولية فهو لا شك يعي أهمية الاهتمام بالمشاهد السعودي عبر اكتمال وتنوع ما يعرض على القناة من برامج وإنتاج درامي محلي متميز وهو الطريق الممهد للحصول على حصة ممتازة من الإعلان وسنبقى سعداء بكل قناة تهتم بشأننا المحلي بكل موضوعية ومصداقية في الطرح تنبع من حب الوطن وتخاطبنا من القلب إلى القلب.