أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله، على أن سمعة المواطن السعودي ولله الحمد لها قيمتها في العالم، وأننا نرفل في الخير وليس لأحد علينا فضل غير فضل الله سبحانه وتعالى، مشيرا حفظه الله إلى أنه «لايكدر خاطرنا غير أولئك العدد من أبنائنا الذين نشفق عليهم، خصوصا أن الشيطان طغى على الذين ساقوهم وأرشدوهم إلى بلاد الدمار، تاركين آباءهم وأمهاتهم في حال من النحيب والدعاء». واستطرد خادم الحرمين الشريفين في كلمة ارتجلها خلال استقباله مساء أمس في قصره بجدة أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ ودولة رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجمعا من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه أيده الله وتهنئته بشهر رمضان المبارك، «حسبنا الله على من دلهم على هذا الدرب السيء »، وأشار أيده الله إلى الصبر الذي يعتمل في نفوس الآباء والأمهات الذين ينتحبون على أبنائهم المغرر بهم حيث لايعلمون مصيرا لهم إن كانوا مخطوفين أو غائبين. وطمأن الملك عبدالله أبناءه المواطنين قائلا : «أبشركم أنكم بخير وسمعتكم بخير أمام القاصي والداني، أمام الأجنبي وغير الأجنبي ولله الحمد، ولكم الفضل بعد الله على كثير من الذين يستحقون العطف والرحمة». وفيما يلي نص كلمة خادم الحرمين الشريفين: «بسم الله الرحمن الرحيم إخواني . . في هذه الليلة المباركة إن شاء الله أهنئكم بدخول الشهر المبارك وأتمنى لكم التوفيق والنجاح في هذا الشهر. وأرجو من الله عز وجل أن لا يكدر علينا. أي إنسان إن شاء الله ، فأول شيء أنكم متمسكون بربكم عز وجل ، ثاني شيء ولله الحمد ما لأحد عليكم فضل أبدا أبدا، بالعكس بالعكس، ما أنا معددهم ولا أنا قايلهم، وهذا عيب على الإنسان. إخواني ربكم أعلم بكم وأعلم بالسرائر، ولله الحمد نعتقد وإن شاء الله صحيح أنه راضٍ عنا إن شاء الله لأن كل شيء نتحرك فيه ييسره من صغير ومن كبير ولله الحمد، وسمعتكم ولله الحمد في العالم كله لها قيمتها، السعودي له قيمة ولله الحمد، ماعدا هؤلاء الناس من أولادنا مع الأسف، أولادنا ونشفق عليهم ولكن الشيطان طغى على الذين غرهم، وأرشدهم و وداهم إلى بلاد الدمار، ووالديهم ما همهم إلا النحيب والدعاء. ولكن نقول حسبنا الله، حسبنا الله على من دلهم على هذا الدرب السيئ، وأنتم ولله الحمد بخير. لو أن عليكم قاصر كان الإنسان يقول. والآن أعتقد أن فيه من هؤلاء الشباب الذين راحوا، الصبر الذي يصبرونه أباؤهم وأمهاتهم المساكين، كل واحدة تكلم وتنتحب على أبنها إما يكون مخطوفا أو غائبا. والحمد لله رب العالمين، الحمد لله رب العالمين، هذه إرادة الله، ولكن إن شاء الله أبشركم أنكم بخير وسمعتكم بخير أمام القاصي والداني. أمام الأجنبي وغير الأجنبي ولله الحمد، ولكم الفضل بعد الله على كثير من الذين يستحقون العطف والرحمة. إخواني أدعو لكم بالتوفيق وأطلب من الرب عز وجل أن يوفقنا جميعا لخدمة ديننا ووطننا. وكل مسلم إن شاء الله مرده إلى الخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد الكلمة خاطب خادم الحرمين الشريفين أصحاب الفضيلة المشايخ قائلا : في جدة ميزة وأريد أن أسألكم عنها . ما هي؟. وأردف حفظه لله يقول: «ولله الحمد جدة موقعها على يمينها بيت الله الحرام، وعلى يسارها قبر الرسول الكريم، وهذا عندي ما يميزها على ما فيها في بعض الأحيان من الرطوبة، ولكن إن شاء الله رطوبتها ما هي إلا خير. وشكرا لكم يا إخواني وأتمنى لكم أياما سعيدة شكرا وبارك الله فيكم». وفي مستهل الاستقبال، ألقى معالي رئيس المحكمة الإدارية العليا بديوان المظالم الشيخ إبراهيم بن سليمان الرشيد كلمة هنأ فيها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ببلوغ شهر رمضان المبارك، وقال: «إنها نعمة عظيمة تستحق الحمد والشكر لله تعالى أن بلغنا إياه، فالحمد له أولا وآخرا وظاهرا وباطنا، ونسأله عز وجل الإعانة والتمام، ثم القبول والمغفرة في الختام، وأن يديم علينا مواسم الخيرات وبلادنا المباركة آمنة مستقرة بقيادتكم البصيرة ورعايتكم الحكيمة وتوجيهاتكم السديدة»، مشيرا إلى أن المملكة تعيش في نعم لاتعد ولاتحصى في مقدمتها نعمة الإسلام ثم نعمة الأمن والأمان التي فقدتها كثير من الدول. وتحدث عن المشاريع الجبارة في مختلف المجالات وفي مقدمتها التوسعة المباركة للحرمين الشريفين وغيرها من المشاريع في مجالات الصحة والتعليم والمواصلات ورعاية الشباب، وثمن لخادم الحرمين الشريفين متابعته الدقيقة في تسيير مرافق الدولة التنظيمية والقضائية والتنفيذية، وأن كل ذلك توج بالحديث الأبوي من مقام خادم الحرمين الشريفين الكريم الذي زرع محبته في قلوب أبناء الوطن رجالا ونساء كبارا وصغارا حتى استقر حبا صادقا في قلب كل مواطن ومقيم يعيش على أرض المملكة، وأن هذا الحب والولاء أصبح ميزة يتصف بها شعب المملكة ويتميز عن غيره من الشعوب. بعد ذلك ألقى الشاعر يوسف بن عبدالرزاق العصيمي قصيدة بهذه المناسبة. حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير فيصل بن تركي بن عبدالله وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير عبدالله بن تركي بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز وزير التربية والتعليم وصاحب السمو الملكي الأمير مشهور بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الأمير فيصل بن محمد بن سعود الكبير وصاحب السمو الأمير بندر بن فهد بن خالد وصاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن عبدالرحمن وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أكد على أن المملكة ماضية في مواجهة ومحاربة كل أشكال الإرهاب والإرهابيين الذين اتخذوا الدين لباسا يواري مصالحهم الشخصية ليرعبوا المسلمين الآمنين، وأنها لن تسمح لهذه الشرذمة أن يمسوا وطننا أو أحد أبنائه أو المقيمين الآمنين فيه، مبينا في كلمة وجهها -حفظه الله- إلى شعب المملكة والأشقاء المسلمين في كل بقاع الأرض بمناسبة حلول شهر رمضان لعام 1435ه، أن العزيمة والتكاتف والتعاون بين أبناء أمة الإسلام العظيمة ستمكن من دحر هذه الآفة في جحورها المظلمة ومستنقعاتها الآسنة. وفي مايلي نص الكلمة الضافية التي تشرف بإلقائها معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة: «بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن سار على هداه. أبنائي المواطنين.. إخواني المسلمين في كافة أرجاء العالم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وكل عام وأنتم بخير.. أما بعد. فهاهو شهر رمضان قد أقبل.. نحمد الله في علاه أن بلغنا هذا الشهر الكريم شهر الرحمة والتوبة والمغفرة. قال تبارك وتعالى «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان».. نحمده سبحانه وقد أهله علينا ليبعث في نفوسنا وأفئدتنا تلك المعاني السامية التي دعا إليها ديننا الإسلامي القويم من التعاطف والتراحم والتواصل، للفوز بالجنة والعتق من النيران، ولنستعيد فيه ذكرى نزول كتاب يهدي للتي هي أقوم، ويؤسس لإخلاص العمل كله لله، ويدعو إلى الاعتصام بحبله المتين والدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة. أيها الإخوة المسلمون.. إن الدين الإسلامي دين الوحدة والأخوة والترابط والدعوة بالتي هي أحسن، وقد رأينا أن في عالمنا اليوم بعض المخدوعين بدعوات زائفة ما أنزل الله بها من سلطان، واختلطت عليهم الأمور فلم يفرقوا بين الإصلاح والإرهاب، ولم يدركوا أنها دعوات تهدف إلى خلخلة المجتمعات بتيارات وأحزاب غايتها زرع الفرقة بين المسلمين، ونسوا أن مقاصد هذا الدين العظيم إنما هدفت إلى أن يكون المجتمع الإسلامي أنموذجا للترابط والصفح والتسامح. وإن المملكة بما آتاها الله من فضل بخدمة الحرمين الشريفين وبما أوتينا من إيمان بثوابت هذا الدين الحنيف نرفض الإرهاب بكافة صوره وأنماطه، ولن نسمح لشرذمة من الإرهابيين اتخذوا هذا الدين لباسا يواري مصالحهم الشخصية ليرعبوا المسلمين الآمنين، أو أن يمسوا وطننا أو أحد أبنائه أو المقيمين الآمنين فيه. كما نعلن أننا ماضون بعون الله تعالى في مواجهة ومحاربة كل أشكال هذه الآفة التي تلبست بنصرة تعاليم الدين الإسلامي، والإسلام منهم براء، وإننا بما أوتينا من عزيمة وبتكاتف وتعاون أبناء هذه الأمة العظيمة سندحر هذه الآفة في جحورها المظلمة، و مستنقعاتها الآسنة. كما نسأل الله جلت قدرته في هذه الليلة الشريفة من غرة شهر رمضان المبارك أن يجلو الغشاوة عن أبصار أولئك الضالين والمغرر بهم، المخدوعين بدعوات واهية حتى يروا حقيقة هذا الدين الحنيف، دين الإسلام والسلام الذي من أهم ركائزه الأمن في الأوطان، فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، والحق قديم. قال سبحانه وتعالى : «إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم». إخواني المسلمين.. لقد من الله علينا في هذه البلاد المباركة بنعمة هي من أجل النعم وأكبرها.. نعمة الأمن والعيش في سلام، فقد قال المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم «من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا». وأي نعمة أجل وأعظم من شعور الإنسان بالأمن. ومن هذا البلد الطاهر مهبط الوحي ومهد خاتمة الرسالات السماوية في هذا الشهر الكريم نسأله عز وجل في هذه الليلة المباركة أن يعيد للعالم الإسلامي الأمن والرخاء والاستقرار، وأن تتحقق فيه قيم التسامح والتراحم والمحبة، فرسالة هذا الدين، أيها الإخوة، أنزلها الله رحمة للعالمين، ومنهجه منهج حوار وتعايش حضاري إنساني. كما نسأله تعالى أن ينعم أشقاؤنا في جميع البلدان العربية والإسلامية بالأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي وأن يعم السلام جميع أنحاء العالم.. إنه سميع مجيب. أيها الإخوة المسلمون.. نسأل الله بمنه وكرمه في شهر الرحمة أن تشمل رحمته من غادرونا قبل أن يدركوا شهر رمضان إلى الرفيق الأعلى مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. نسأل الله لهم المغفرة والعتق من النار، ونبتهل إليه عز وجل أن يجعل من إدراكنا لهذا الشهر الكريم فرصة لحسن عبادته وصيامه وقيامه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».