في عسير، يستغرب عدد من المواطنين للنقلات الحديثة في مناهج وأساليب التسول، إذ لم تعد مقصورة على طرق أبواب المنازل والانتشار عند الإشارات الضوئية بل تجاوزت إلى داخل المستشفيات والمراكز الطبية والاستراحات النسائية والرجالية والمساجد. وذكر ل«لعكاظ» مشبب لجهر وعبدالله لاحق ومحمد جواح وعبدالعزيز الشريف، أنهم لاحظوا مؤخرا العديد من المتسولات يشكلن جماعات، حيث يقسمن أنفسهن في العديد من المواقع على الرغم ما تنشره وسائل الإعلام بين الحين والآخر عن قيام الجهات المعنية بضبط المتسولين والمخالفين لنظام الإقامة، ومع ذلك فإن الأعداد تتزايد بشكل لافت مع قرب شهر رمضان، يسرحون ويمرحون دون تدخل جاد من إدارة مكافحة التسول التي لا تحرك ساكنا كما لم تتخذ المكافحة الإجراءات المناسبة للحيلولة دون تفاقم الظاهرة. اللعب بالمشاعر يضيف المتحدثون أنهم لاحظوا انتشار المتسولين عند الإشارات المرورية وفي الأماكن العامة وخاصة الأسواق، كما يقف المتسولون عند أبواب المساجد والطرقات، يمدون أيديهم ويسألون الناس المال بأعذار مصنوعة وكاذبة من أجل الحصول على مبتغاهم من المال، وهم بذلك يستغلون مشاعر المجتمع وفطرتهم الدينية المحبة للصدقة وفعل الخير. وقالوا: إن من مهام الإدارة العامة لمكافحة التسول المتابعة الجادة والقبض ورصد المتسولين وتعقبهم في أماكن تواجدهم. ويرى المتحدثون أن قلة الفرق الميدانية عكست صورا ساهمت في زيادة المتسولين بشكل أكبر، ما منحهم الأمان وشجعهم على التواجد بكثافة في أماكن يختارونها بعناية لمعرفتهم أنها بعيدة عن الأنظار. وقالوا إن المتسولين من الجنسين من مختلف الأعمار يتواجدون خلال فترات النهار والمساء، ويبدأون في ممارسة أنشطتهم بجذب الانتباه واستجداء العواطف ويقسمون أنفسهم إلى فريقين، الأول يهبط عند الإشارات المرورية للشروع في المهمة المكلف بها وينتظر الفريق الآخر تحت ظلال الأشجار في أوقات الظهيرة لمراقبة الموقع لتقييم الحالة الأمنية ثم ينزلون بعد ذلك لممارسة مهنتهم. شحاذون ولكن المواطنون تناولوا أيضا الأساليب الغريبة للمتسولين لاستدرار العواطف وأغلبها تتركز في الحاجة إلى العلاج أو سداد كهرباء منزل مقطوع عنه الخدمة، وآخرون يحملون تقارير طبية مضروبة أو صك مديونية. وكشفوا أن تنامي أعدادهم لم يعد خافيا على رجال الأمن ولا عن الجهة المعنية بمكافحتهم فهم متواجدون أمام الأعين في جميع الأوقات. الإعلامي الشيخ بندر آل مفرح، طالب بإسناد مهمة تتبع المتسولين لكافة الأجهزة الميدانية الأمنية دون استثناء والتعامل مع الأحداث والنساء وفق الأنظمة وتفعيل عقوبة التنقل بالمتسللين أو إيوائهم والتعامل معهم دون هواده، لأن مشكلة التسول والجرائم الأخرى نتاج تقديم الدعم اللوجستي من بعض المواطنين مع أهمية دور الإعلام في هذه الظاهرة. إزعاج وشكوى القرى الحدودية أكثر الجهات معاناة وضيقا من المتسولين الفضوليين الذين يدخلون إلى البلاد تسللا يختارون التسول مهنة للتكسب والربح ويعرضون حياتهم للخطر من خلال عبور المسافات الطويلة سيرا على الأقدام. خالد يحيى زايد من دولة مجاورة سألته «عكاظ الأسبوعية» عن كيفية وصوله فأجاب أنه قدم من جهة جبال بني مالك وفيفا بمنطقة جازان ومعه آخرون بينهم نساء وأطفال. ويقول آخر اسمه خالد إنه تعرض للقبض مرة واحدة مما جعله يلجأ لأسلوب جديد أو حيلة جديدة وهو لبس الزي السعودي حتى لا تشتبه فيه جهات المكافحة. يواصل المتسللون المتسولون اعترافاتهم ويقول رامي عادل صالح إنه دخل متسللا وتم ضبطه أكثر من مرة لكنه يعود ثانية بذات الطريقة، وذكر أن من الطرق المستخدمة للتهريب إلباس من يراد تهريبه الزي النسائي وإركابه الحمير حتى يظهر بمظهر من يقوم ببيع أغراض كالسمن والعسل. وبسؤاله أين تنام أجاب رامي هناك أماكن وأوكار في الأودية وسفوح الجبال ويتركز نشاطنا في المساجد والاسواق والاشارات الضوئية.. وذات الحالة تنطبق على مبخوت زايد البالغ من العمر 16 سنة الذي دخل متسللا قبل ستة أيام ويستعد لبدء نشاطه في رمضان.