غزت ظاهرة التسول الكثير من المجتمعات، وأصبحت من المشاهد اليومية خاصة في شوارع العاصمة المقدسة، حيث يستعين المتسولون بكل الحيل والأساليب لاستدرار عطف أهالي وزوار مكةالمكرمة وكثرت أعدادهم للدرجة التي جعلت الشخص يجدهم في كل طريق يسلكه، وعند محطات الوقود، وأمام المحلات التجارية، باحثين عن المال بالتسول. عبر سكان حي الشرائع في العاصمة المقدسة عن قلقهم من انتشار عشرات المتسولين بعد صلاة الظهر عند الشوارع الرئيسية والإشارات الضوئية، ما يربك حركة السير وإعاقة المرور ويجعل المتسولين عرضة للحوادث والدهس بسبب تنقلاتهم السريعة والفوضوية بين الإشارات، منبهين إلى ضرورة منع المتسولين وإلقاء القبض عليهم وترحيل الوافدين منهم إلى بلدانهم، كما عبر عدد من أهالي الحي عن ضرورة إبلاغ الجهات المختصة فور مشاهدتهم للحد من تكاثرهم خاصة أنهم يستغلون مواسم الحج والعمرة لممارسة مهنة التسول في مشهد غير حضاري. يقول ماجد إبراهيم، من سكان حي الشرائع، إن إعطاء المال لهؤلاء المتسولين يعتبر مساعدة على أمر غير مقبول، وربما كسب غير مشروع إذا كان السائل غير محتاج الأموال، معتبرا أن بعضهم جاء للمملكة بغرض العمرة ومن ثم تخلف عن العودة إلى بلاده ليمتهن التسول، ما شكل هاجسا بالنسبة لهم، وجعلهم في حيرة من أمرهم حيال هذه العمالة المخالفة، منتظرين الجهات المسؤولة لتقوم بترحيلهم وإيقافهم عن النشاط الذي يمارسونه. وأوضح محمد الغامدي أن المتسولين يستغلون أوقات خروج الطلاب والموظفين من أعمالهم ومدارسهم، ليمارسوا مهنتهم، مشيرا إلى أن هذه الأوقات تعتبر أوقات ذروة تنشغل فيها الجهات المختصة بما يليها من مهمات أكبر، ما يساعد في زيادة انتشارهم ومضايقتهم للمواطنين عند الإشارات بحيث يقومون باستعطافهم وهم في الحقيقة يشكلون عصابات منظمة للتسول ولهم نظرة مادية بحتة ليحققوا بها أهدافهم خاصة مع اقتراب موسم الحج الذي يعتبرونه من أنجح المواسم لكسب الأموال، ويكونون سعيدين به للغاية كونه يجذب آلاف الناس من مختلف بلدان العالم، وينجحون بدورهم في استدرار عواطفهم بطريقة ما لجني المال. وفي السياق ذاته، حذر يوسف سعد من التعامل والتعاطف مع هذه المجموعات من المتسولين المخالفين لأنظمة الإقامة وعدم مساعدتهم، للحد من انتشار الظاهرة التي تكون في نهاية المطاف صورة سلبية لدى الزوار، لأنها ليست من المظاهر الحضارية، معتبرا أن مساعدتهم هي مساهمة في ازدياد نشاطهم، لذلك على الجميع التكاتف حتى تنتهي الظاهرة المزعجة، خاصة أن وقوف المتسولين عند الإشارات يشكل خطرا عليهم وعلى المارة ويدخل قائدي السيارات في حرج حال تعرض أحد المتسولين للأذي. وبين أحمد عبدالرحمن أن المتسولين بعد مضيهم وقتا طويلا عند الإشارات ينتقلون إلى شوارع العاصمة المقدسة، فتجدهم تارة أمام المراكز التجارية وتارة أمام المطاعم وأخرى عند مداخل المساجد، ما يتسبب في مضايقة المصلين، داعيا الجهات المختصة إلى ملاحقتهم ومناشدا في الوقت نفسه تلك الجهات بسرعة التحرك والقضاء على هذه الظاهرة التي أصبحت تشكل عبئا على المجتمع، في ظل القلق من ازديادهم لما يخلفونه من مظهر مسيء وأذى للناس. ويزيد أن استفحال الظاهرة ليس من المصلحة لهذا لا بد من تكاتف كل الجهات في سبيل ابعاد المتسولين عن شوارع العاصمة المقدسة. وفي موازاة ذلك أوضح مدير مكتب مكافحة التسول ومركز استقبال الأطفال المتسولين الأجانب بالعاصمة المقدسة موسى شباب المالكي أن مكتب مكافحة التسول يشارك مع اللجان من الدوائر الحكومية الأخرى كالإمارة والجهات الأمنية للقبض على المتسولين والقضاء على الظاهرة في أقرب وقت. لجان مشتركة مدير مكتب مكافحة التسول بالعاصمة المقدسة موسى شباب المالكي أشار إلى أن مكتب مكافحة التسول لا يعمل عند الإشارات، لأن هذا العمل من اختصاص اللجان المشتركة التي من صلاحيتها القبض على المتسولين، محذرا جميع المواطنين من مغبة التعامل معهم ومساعدتهم على الانتشار، كما اعتبر أن المواطن بيده القضاء على هذه الظاهرة إذا لم يتعاون مع المتسولين ويتصدق عليهم بالمال.