تشتهر مناطق غرب بيشة، كالجعبة والعبلاء وتبالة، بإنتاج أجود أنواع العسل، لاحتواء المنطقة على الأشجار المثمرة التي تستقطب مربي النحل الباحثين عن الأزهار والثمار المتنوعة التي تساعد على إنتاج أفضل أنواع العسل. وأوضح ل «عكاظ» غرم الله الغامدي (مربي نحل) تصادف وجوده في مركز العبلاء، أنه يمتلك عددا من عربات النحل ينتقل بها حيثما وجدت الأشجار المثمرة والأزهار التي تتغذى النحل من رحيقها حتى يحصل على أفضل أنواع العسل، ويضيف «اعتدت أن آتي إلى العبلاء مرتين أو ثلاثة في كل عام، خاصة أن المنطقة غنية بأشجار السدر وتنتج أفضل أنواع العسل»، وزاد «معظم زبائني يفضلون عسل السدر ويبحثون عنه في كل مكان كما أن شجر السدر يثمر في الخريف وكذلك في الربيع، ويأتي بعده في الدرجة الثانية عسل أشجار «السمر»، ويثمر في الربيع وبداية الصيف، وهذا الشجر موجود بكثافة في هذه المنطقة». وأردف، هناك ميزة أخرى تجذبني للمنطقة، وهي اعتدال الجو نوعا ما بغرب بيشة، حيث أن ارتفاع درجة الحرارة يقلل من فترة خروج النحل لجمع الرحيق، مما يقلل الإنتاجية، وربما سببت ذوبان الشمع، كما أن البرد القارس يقتل النحل وعادة ما نجني من هذه المنطقة منتوجا وافرا من العسل والقرصان والتي تلقى إقبالا كبيرا من الزبائن. وقال، هناك بعض أعداء النحل التي تجبرنا على الرحيل من هنا مثل طيور الوروار الخضراء والمعروفة ب «القواري» حيث إنها تهاجم المناحل وتلتهم الشغالات بشراهة، فضلا عن بعض الحشرات التي تأكل النحل وتغزو الخلايا الضعيفة. إلى ذلك قال أبو رياض (صاحب مناحل) إن تربية النحل تتطلب البحث عن الثمار الكثيفة لضمان إنتاج مرض ولضمان تكاثر النحل وازدهاره، حيث إن النحل تتكاثر في ظل وجود الثمار أو اعتدال الطقس. وأضاف، معظم زبائني يفضلون العسل من إنتاج المنطقة، ويرفضون إنتاج المناطق الأخرى، وتابع جودة العسل يعرف من رائحته وطعمه التي تحمل رائحة وطعم ثمر الأشجار التي يتغذى بها النحل، كما يتأثر العسل بمناخ المنطقة .. فالمناطق الحارة يكون عسلها خفيفا والباردة يكون ثقيلا، وعن الأسعار قال يصل سعر عسل السمر المصفى نحو 300 ريال وداخل القرصان ب 250 للكيلو الواحد، أما عسل السدر فهو أغلى من السمر على حد قوله.