كانتشار النار في الهشيم، ينتشر المتسولون بشكل كبير مع دخول شهر رمضان المبارك، بعد أن يعلنوا خروجهم من بياتهم السنوي لاستعطاف الصائمين والمصلين عارضين عاهاتهم -المصطنعة أحيانا- شاكين ظروفهم السيئة -الكاذبة غالبا- للحصول على المال، مستغلين هذه الأيام المباركة التي يحرص فيها المسلمون على فعل الخير. ورغم أن أغلب المتسولين يدركون أن مهنتهم صالحة لجميع الأشهر إلى أن نشاطهم يتزايد خلال الشهر الكريم، حيث تشهد كافة المرافق والأماكن العامة وعند الإشارات وفي الطرقات تزايد هذه الشرائح من مختلف الأجناس والأشكال والأعمار، فيما تشكل العمالة الوافدة 90 % من هؤلاء المتسولين، إذ يتزاحمون في كل مكان، حول المساجد وفي الشوارع والأسواق وغيرها من الأماكن في ظل غياب الرقابة من الجهة ذات العلاقة ممثلة في إدارة مكافحة التسول؛ ليستغل المتسولون هذه الفترة بكل جرأة واستعطاف المحسنين من الناس والخيرين بالبكاء واصطناع العاهات والأمراض. وتظل ظاهرة التسول خاصة في أيام الشهر المبارك منظرا غير حضاري وظاهرة سلبية تستحق الدراسة لما تسببه من مضايقات للمواطنين والمقيمين ما يستدعي تحرك الجهات ذات العلاقة للقضاء على هذه الظاهرة، أو الحد من انتشارها على أقل تقدير، فيما أجمع عدد غير قليل من المواطنين أن هذه الظاهرة باتت من الظواهر المزعجة، بل ترقى لأنها تتسبب في فقدان الشهر من روحانيته، خاصة عند التشويش على المصلين في المساجد ومضايقتهم في الأماكن العامة، مؤكدين على أن هذه الظاهرة أصبحت في تزايد وبشكل لافت، مطالبين الجهات المختصة معالجة هذا الوضع وملاحقة هؤلاء المتسولين وضبطهم، لافتين إلى أن العمالة الوافدة تشكل النسبة الأعلى منهم، ويرى العديد من المواطنين والمقيمين أن التسول أصبح مهنة يتكسب منها عدد كبير من العمالة السائبة من رجال ونساء وأطفال. في المقابل أوضح ل«عكاظ» المتحدث الإعلامي بفرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة المدينةالمنورة عبدالعزيز الشنقيطي، أن مكتب مكافحة التسول بمنطقة المدينةالمنورة يستعد لتنفيذ خطة عمل موسم العمرة وشهر رمضان المبارك للتصدي للمتسولين في أماكن تواجدهم، والقبض عليهم وذلك من خلال تكثيف الدوريات الميدانية على مدار الساعة، لافتا إلى أن المكتب يستنفر جميع الفرق الميدانية وتكثيف الحملات خلال المواسم، مبينا أن الشؤون الاجتماعية ممثلة بمكتب مكافحة التسول تشارك ضمن اللجنة الوطنية لمكافحة التسول بجانب الشرطة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهات أخرى في القبض على هذه الشريحة، لافتا إلى أن التعاون مستمر مع تلك الجهات في ملاحقة المتسولين، إذ أن المتسول الوافد يتم تسليمه للشرطة بعد القبض عليه لإنهاء إجراءاته، فيما يتم بحث الحالة الاجتماعية للمتسول المواطن وذلك وفق التعليمات، مبينا أن نسبة المتسولين من المواطنين لا تتجاوز 6 %.