أكد علماء ودعاة أن «الطائفية» شغلت الأمة بنفسها عن عدوها، وجعلتها متناحرة تكفر كل طائفة الأخرى وتكيد لها المكائد، ففي الوقت الذي حذر فيه الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي من التحزب والطائفية، مبينا أن خطرها كبير على وحدة كلمة الأمة ووحدة صفها، فإن الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم الدكتور عبدالله بن علي بصفر أوضح أن الشريعة الإسلامية جاءت بالتحذير من الطائفية التي تؤثر على وحدة الأمة والمجتمع، مؤكدا أن الطائفية تستغل من البعض لأغراض الفتنة والمساس بوحدة الأمة والأوطان. أما رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة «خيركم» المهندس عبدالعزيز بن عبدالله حنفي، فأوضح أن الصراع الطائفي هو إباحة الدماء من غير عصمة، مبينا أن الفتنة الطائفية في بعض المجتمعات تحولت لنزاع مسلح مما أدى لتوقف أي مشروع تنموي وإصلاحي يخدم فئات تلك المجتمعات، مبينا أن هؤلاء يؤججون روح العداء ضد الآخرين المختلفين طائفيا. من جانبه، أوضح الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المصلح أن للطائفية آثارها السلبية، أهمها أنها أكبر مصادر العداء بين أبناء المجتمع الواحد، وتوقظ الأحقاد النائمة منذ تاريخ طويل، وتصنع أحقادا جديدة، وتعطل العمل المشترك الذي لا ينهض المجتمع إلا به. ويؤكد مدير مركز الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى وعضو جمعية حقوق الإنسان بمكةالمكرمة الدكتور محمد السهلي أن الطائفية هي تقسيم الناس وتصنيفهم إلى مجموعات حسب أفكارهم ومذاهبهم ومعتقداتهم في الأمة الواحدة، وهذا الأمر لا يرضاه الإسلام، فسلف الأمة قد اختلفوا في الكثير من الفروع ولم يقم أحد منهم بتصنيف الآخر وتكفيره والكيد له بالمكائد، مبينا أن هناك تصنيفات وتقسيمات تجدها بين أبناء المسلمين بل وبين أبناء الدولة الواحدة والمنطقة حتى تجدها في كل مدينة وأسرة، وقد أدى ذلك الى ظهور الفتنة ووجدت من يغذيها من العملاء الذين يكيدون للإسلام وأهله ويدعمونهم بالمال والقنوات الإعلامية لتزيد من الشر والتفرقة. أما مدير مركز حي المعابدة بجمعية مراكز الأحياء بمكةالمكرمة الشيخ أحمد الحسني، فأوضح أن الطائفية هي نار تحرق كل من يقترب منها، ووجدت من يغذيها ليزيد الاختلاف بين المسلمين لكي يضعف شوكتهم، مطالبا بضرورة الاجتماع على كتاب الله وسنة رسوله والبعد عن الفتاوى التي تحرض على الفرقة، والاقتداء بالعلماء الربانيين الموثوق بهم.