نوّه الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس مجلس إدارة الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم الدكتور عبدالله التركي بما تبذله المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، من جهود في خدمة القرآن والعناية به من دعم جمعيات التحفيظ، ورعاية العديد من الجوائز الوطنية والدولية، وطباعة المصحف مع ترجمة معانيه، ودعم الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم. وقال التركي في كلمته خلال افتتاح المؤتمر العالمي الثاني لتعليم القرآن الكريم الذي نظمته الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في العاصمة البحرينية (المنامة) أمس، إن «المسلمين اليوم أحوج ما يكونون إلى التربية القرآنية، التي بها يستعيدون لحمتهم، ورابطتهم الإسلامية التي قال الله فيها (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم «وكونوا عباد الله إخوانا»، مضيفاً: «إن الابتعاد عن التربية القرآنية المؤلفة للقلوب، العاصمة من الفتن، الصائنة للحرمات، جر إلى ما نشهده اليوم في العديد من المجتمعات الإسلامية، من اضطراب أمنها واستقرارها وضعف أمل أبنائها في مستقبلهم، جراء النزاع والفتن بين فئات تنتمي إلى أمة واحدة، نبيها واحد، وكتابها واحد، وقبلتها واحدة». وتابع: «إن إثارة النزعة الطائفية لتأجيج الصراع في أوطان المسلمين، أمر في غاية الخطورة، إذ يصيب أبناء الأمة بحال من الإحباط، ويخيب أملهم في التعافي من حال الضعف التي يعيشونها، فضلاً عن الصورة السيئة التي تنطبع عن المسلمين في أذهان غيرهم، فيزدروهم ويزدادوا حذراً منهم ونفوراً من دينهم». وأشار إلى أن رابطة العالم الإسلامي تهيب بقيادات الأمة الحكيمة، ورجالها المخلصين الحريصين على وحدتها وأمنها واستقرارها أن يضاعفوا جهودهم في احتواء الطائفية التي أصبحت هاجساً مروعاً للأمة، من قبل أن تتفاقم وتتحول إلى مشروع بديل عن مشروع العمل للإسلام والدفاع عن قضايا الأمة الكبرى، ويقطع التواصل والتكامل بين فئات المسلمين، ويجند الطاقات المادية والبشرية لتعمل في غير طائل، بل في المزيد من التأزم والضعف والخذلان أمام الأعداء». من جهته، قال رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمملكة البحرين الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة،: «إن المؤتمر يأتي استكمالاً لما بدأته الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم مشكورة في مؤتمرها العالمي الأول لتعليم القرآن الكريم في مدينة جدة قبل ثلاثة أعوام وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إذ كان عنوان المؤتمر «تعليم القرآن الكريم.. تعاونٌ وتكامل». وأضاف: «إن المسلمين دأبوا عبر تاريخهم المشرق على العناية بالقرآن الكريم وعلومه تعلّماً وتعليماً، وحفظاً وتجويداً، ونسخاً وتدويناً، وشرحاً وتفسيراً، وضبطاً وتأليفاً ونشراً، وظلَّ هذا الاهتمامُ المبارك قائماً، واستمرت تلك الرعاية متجددة، ومواكبة لتطورات كل عصر».