قال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل: إن اتهامات رئيس الوزراء العراقي للمملكة مدعاة للسخرية، خاصة أنه من قام بتأجيج الطائفية، لافتا إلى أن هذه الاتهامات تأتي في أعقاب بيان من المملكة بتجريم الإرهاب وخاصة «داعش» التي صنفت كمنظمة إرهابية. وأضاف في مؤتمر صحفي في ختام اجتماعات وزراء خارجية الدول الإسلامية أمس في جدة، أن المملكة أكثر بلد عانى من الإرهاب، وواجهته ولا تزال، ونصح المسؤول العراقي أن يتبع سياسة المملكة في القضاء على الإرهاب. وحول اتهامات رئيس وزراء العراق للمملكة بدعم الإرهاب، اعتبر الفيصل أن هذا الاتهام مدعاة للسخرية، إذ أنه يأتي في أعقاب بيان صادر من المملكة بتجريم الإرهاب وخاصة «داعش»، وتساءل: كيف تريد أن تغير الواقع من شيء إلى شيء آخر، هل بالكلام فقط نقول أن المملكة تؤيد الإرهاب، فيما هي أكثر بلد عانت من الأرهاب وكافحته ومستمرة في مكافحته ليس فقط على مستواها، ولكن بإيجاد قواعد وأسس للتعامل الدولي للقضاء على الإرهاب. وأضاف «إذا كانت لنا نصيحة للمسؤول العراقي للقضاء على الإرهاب في بلاده، فعليه أن يتبع السياسة التي تتبعها المملكة، بدلا من أن يتهمها بأنها مع الإرهاب، الإرهاب هو مكانه الذي ينجح فيه، وبلادنا الآن نظفت من هذا الوباء.. ونأمل ألا يأتينا شيء من جيراننا. وفيما يتعلق بوجود خلافات بين الدول الإسلامية أثرت على سير الاجتماع، تساءل الفيصل: ومتى عقدنا دورة لا يسبقها مشكلات وقضايا مهمة؟ مضيفا: لا أتذكر أن دورة مرت بدون مشكلات، ولكن للأسف يبدو أن المشكلات متركزة في عالمنا العربي، وهذا يجعلنا ملزمين بأن نحزم أنفسنا لمجابهة هذه المشكلات ونعرف الأسباب الحقيقية لوجودها خاصة في الدول العربية كلما انتهت مشكلة من بلد انتقلت للبلد الآخر، وهكذا إلى أن تعم العالم العربي. وبالنسبة للجوء المالكي للقانون الدولي قال: أعتقد أن عليه أن ينتبه ألا ترفع عليه هو في بلده دعاوى من عراقيين حول هذا الموضوع، فهو الذي سمح للأحزاب أن تمتلك مليشيات إرهابية، وهو من أجج الطائفية، فإذا كان سيقاضى أحد فهو أولى من أي احد ثان. وردا على سؤال حول وضع وعدد السعوديين المعتقلين في العراق، قال: إن عددهم يبلغ 61 سعوديا، ونحن نتابع وضعهم ونطالب السلطات العراقية بتسليمهم لنا، وللأسف لم نجد إلا المماطلة، فهم يعدون ويخالفون، ويعدون ويخالفون، ولا ندري ما هي التهم الموجهة لهم، إذ أنهم يرفضون أن نقابلهم، وبالتالي وضعهم مؤلم، وإذا كان العراقيون حريصين على علاقاتهم العربية، فإن أول شيء يفترض أن يتعاملوا مع المواطنين العرب بما يتطلبه الوضع من انضباطية. وردا على سؤال حول مدى التجاوب مع دعوة خادم الحرمين لدعم مصر، أكد أن هناك تجاوبا من كل الموجودين الذين تحدثوا وأيدوا هذه الدعوة، وأعتقد انه سيكون هناك تضامن كبير مع الشقيقة مصر، وهذا ليس بمستغرب لأن مصر لها تأثيرها على الساحة العربية والأفريقية والدولية، وكل الناس تضمر خيرا لمصر لأنها بلد إشعاع، والمساعدات التي تأتي مصر وتنمو مصر منها ستعم للمنطقة وتفيد غيرها من الدول. وحول تهديدات «داعش» لأمن الخليج في ظل وجود خلافات خليجية، قال الفيصل: ننظر للمجموعات الإرهابية بكل ريبة وحذر، ونستعد لها بكل الإمكانيات، باعتبارها وباء لا يستشري في الجسد العربي ولكن عالميا ولنا خبرة طويلة معه. أما بالنسبة لتأثير الخلافات على قدرة دول الخليج للتصدي للإرهاب، فلا أعتقد ذلك، لأن الدول الخليجية تتعاون في إطار الإرهاب وهذا من مصلحتها جميعها وليس هناك خلافات على هذا الموضوع، إنما الخطر هو نمو الإرهابيين في الدول المجاورة وهذا ما يهدد بالانتقال لدول الخليج، مشيرا إلى أن لا يمكن لأحد أن يقول إن أحدا في العالم يحارب الإرهاب أكثر مما تحاربه السعودية.