ولأن الأمير نايف بن عبدالعزيز (يرحمه الله) شخصية استثنائية.. ساهمت في بناء وتنمية وطن وأمة.. فإن الحديث اليوم يتواصل عنه من خلال عدد من رجال الفكر والسياسة والاقتصاد في بلادنا وفي غير بلادنا، استذكارا لمساهمات كبيرة قدمها ليس فقط في خدمة بلاده وأمته، وإنما في تحقيق السلامة للمجتمعات الأخرى.. عبرت عن ثقافة بلد مسلم.. يؤمن بحق الإنسان في الحياة الهانئة والكريمة.. في أوطان هادئة ومتفرغة للعمل والإنتاج والتطوير لأوجه الحياة فيها.. فماذا قال هؤلاء عنه (يرحمه الله رحمة الأبرار): المشنوق: شخصية استثنائية وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق قال: إن الأمير نايف صنع من الأمن السعودي عنوانا شعبيا، وأكد في حديث خاص مع «عكاظ» أن المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز شكل مدرسة في الوطنية والأمن والعروبة وكان أستاذا ومشرعا في الأمن وساهمت خططه في حفظ الأمن والاستقرار العربي. الوزير المشنوق أكد أيضا أن الراحل الكبير استطاع أن يصنع من الأمن السعودي عنوانا شعبيا، وقال: «إنه صاحب شعار (المواطن رجل الأمن الأول) وطابع البصمات المجيدة والدور الفاعل في الأمن العربي المشترك». ولقد شكل الأمير نايف مدرسة في الوطنية والأمن والعروبة، خرجت الآلاف من التلامذة أضحوا صمام أمان في المهمات التي أوكلوا بها في بلدانهم، وكان أستاذا ومدرسا ومشرعا في الأمن، وساهمت خططه في حفظ الأمن والاستقرار، وإدخال الطمأنينة إلى قلوب المواطنين في بلده، واستطاع أن ينجح في تشكيل منظومة أمنية أصبحت محط أنظار العالم، واستفادت منها المؤسسات الأمنية في مكافحة الإرهاب على المستويين العربي والدولي. وأضاف الوزير المشنوق ل «عكاظ»: «استطاع الأمير نايف أن يصنع من الأمن السعودي عنوانا شعبيا». لقد أثرت شخصية الأمير نايف في كل مواطن عربي أحب بلاده، من خلال تعزيز الثقة في ذاته، التي كانت أحد أهم الأسباب في التصدي للإرهاب داخل المملكة العربية السعودية وداخل الوطن العربي. وكان الأمير نايف من الأعمدة الأساسية للأمن العربي، ويشهد له الجميع بالكفاءة العالية خلال توليه المسؤوليات التي تصدى لها، كونه رجلا في مستوى المسؤولية. ويمثل رحيله خسارة أمة. وتابع ل «عكاظ»: «لا يسعنا إلا أن نلقي الضوء على الإنجازات التي حفل بها مجلس وزراء الداخلية العرب مع ترؤس المملكة، حيث كان من أنجح المجالس الوزارية العربية محققا في ذلك إنجازات كبيرة مثل إقرار مشروع الاستراتيجية الأمنية العربية في الدورة الثانية لمجلس وزراء الداخلية العرب المنعقدة في بغداد، وإقرار خطة عربية أمنية وقائية في الدورة الثالثة للمجلس المنعقد في تونس، كما تم في الدورة الرابعة للمجلس إقرار الخطة الأمنية العربية، وفي الدورة الحادية عشرة كانت جهود المملكة واضحة في التأكيد على أهمية تحقيق مستوى أفضل للتعاون العربي في مجال الأمن ليساهم في إيجاد مناخ يساعد الحكومات والشعوب العربية على بلوغ طموحاتها في التطور الذي أصبح شرطا حتميا في عالم يتسم بالصراعات والتكتلات، ومن أبرز منجزاته في هذا الخصوص إنجاز الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الموقعة من قبل وزراء الداخلية والعدل العرب. ولم تقتصر أعماله على الأمن بل شمل دعمه المادي والمعنوي حملات الإغاثة والعمل الإنساني لمشاريع التبرعات الشعبية والحكومية التي تبنتها المملكة وقدمتها للشعوب العربية المتعددة، فضلا عن تأمين الأمن والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام الذين يأتون من كل أصقاع اليابسة. إضافة إلى جهوده في تقديم المساعدات الغذائية ودعم الأسر الفقيرة والجرحى والمعوقين وكفالة الأيتام، وبناء المساكن الخيرية، والمراكز المتخصصة لعلاج الأورام السرطانية». المجالي: رجل فن إدارة الأزمات الأول وقال وزير الداخلية الأردني حسين المجالي ل«عكاظ» إن الأمير نايف (رحمه الله)، ساهم بقوة في التغلب على معظم التحديات الأمنية التي واجهت الأمة العربية نتيجة لتمتعه بعقلية راجحة، وإدراك أمني حكيم لكيفية تصريف الأمور عند اشتداد الظلمة، مشيرا إلى أن فن إدارة الأزمات مسألة لا يتقنها كثيرون. وأضاف: «إن فن إدارة الأزمات والتصرف بحكمة ومسؤولية مسألة لا يتقنها الكثيرون، وتحتاج إلى نوع خاص من الرجال،.. فلقد عمل سموه (رحمه الله)، خلال فترة عمله في مجلس وزراء الداخلية العرب منذ إنشائه بالتعاون مع أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب على تعزيز العمل العربي المشترك وتحقيق الأمن والاستقرار للمجتمعات العربية وحمايتها من كافة أشكال وصور الجريمة، وفي مقدمتها الإرهاب والمخدرات والاتجار بالسلاح، ومحاربة الفكر المتطرف، ومقاومته بالحجة والإقناع والمنطق والفكر السليم، مستندا بذلك على مبادئ وأسس الشريعة الإسلامية السمحة والمخزون الثقافي والحضاري للأمة، التي كانت وما زالت تنبذ التطرف والانغلاق على الذات، وتقبل الانفتاح المنضبط على الآخر شريطة عدم المساس بأخلاقها وقيمها النبيلة». وتابع المجالي: «يسجل لسموه (رحمه الله)، النجاحات التي حققها المجلس على صعيد احترام مبدأ حقوق الإنسان وتعزيز التعاون بين أجهزة الأمن والمواطنين ومؤسسات المجتمع المدني في مجال مكافحة الإرهاب، وإقامة مقاربات اجتماعية وشراكات فاعلة في مجال مكافحة الجريمة بكافة أشكالها، وتفعيل التعاون بين الدول العربية في ضبط الحدود، للحيلولة دون تهريب السلاح وانتقال الإرهابيين، وتجريم جميع أشكال دعم الإرهاب وتمويله والتحريض عليه، ورفض عمليات الابتزاز والتهديد وطلب الفدية التي تمارسها الجماعات الإرهابية لتمويل جرائمها وشجب الخطاب الطائفي الذي يغذي الإرهاب ويثير الفتنة». وعمل سموه على تعزيز آليات التشاور والتنسيق وبلورة استراتيجيات كفيلة بمواكبة المتغيرات وتأمين مقومات تحقيق الأمن والاستقرار المجتمعي ومنها الاستراتيجيات الأمنية العربية المتعلقة بالتوعية الأمنية والوقاية من الجريمة والسلامة المرورية ومكافحة الإرهاب والاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية والاستراتيجية العربية للحماية المدنية. وختم المجالي حديثه ل «عكاظ» قائلا: «لأن الأمن الداخلي والمحلي يعتبر أساسا متينا ومتطلبا رئيسا لتحقيق الأمن الخارجي، فقد سعى سموه بفكره الثاقب ورؤيته الحكيمة إلى تكريس الأمن بمفهومه الشامل وجعله منهجا علميا وأكاديميا تنهل منه الأجيال المتعاقبة، عبر تأسيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، التي حققت إنجازات كبيرة ومتنوعة بما تضمنته من برامج أمنية متخصصة». وفي دول أوروبا الغربية تسود قناعة شاملة بأن المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول التي قاومت الإرهاب وأرست قواعد العمل المشترك لمواجهته.. بدور فعال وإيجابي من قبل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز.. سواء من خلال عمله وزيرا للداخلية بالمملكة على مدى طويل أو من خلال ترؤسه لمجلس وزراء الداخلية العرب لفترة طويلة.. وفي هذا الأطار أكد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيار على جدية سياسة المملكة العربية السعودية الأمنية باعتبارها دولة تبذل جهدا كبيرا لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكدا على اهتمام بلاده بالتعاون مع الرياض خاصة في ملف الأمن ومكافحة الإرهاب.. وأشاد دي ميزيار بالجهود التي دعمتها بلاده مع سمو الأمير نايف بن عبد العزيز (رحمه الله) والتي أدت في النهاية إلى توقيع البلدين على مشروع اتفاقية تتعلق بالتعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والمخدرات والجريمة المنظمة وغسل الأموال، مشيرا إلى أن الأمير نايف (رحمه الله) كان حريصا جدا على التعاون الهادف لتجفيف منابع الإرهاب أينما وجد.. وقد أوضح دي ميزيار في تصريحاته ل «عكاظ» أن من أهم ما نتج عن الاتفاقية بفضل الدور الإيجابي الذي قام به سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز هو توضيح الصورة الحقيقية عن الإسلام في الغرب بعد أحداث 11 سبتمر وعدم ارتباط الإسلام بالإرهاب. ترسيخ العلاقات ونوهت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي إلى أن التعاون السعودي البريطاني في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة يعود لما بذله الأمير نايف بن عبدالعزيز، مشددة في تصريحات ل «عكاظ» على أن التواصل مع الرياض يشكل ضرورة لدعم وإرساء الأمن، وهو الأمر الذي تشاورت فيه أخيرا في الرياض في آخر زيارة قامت بها للمملكة العربية السعودية.