يغص السوق الشعبي في محايل عسير، بنسوة يجابهن الحياة بكل عصامية وطموح، لا يعترفن باليأس، بعضهن في منتصف العمر وأخريات بلغن من العمر عتيا، يرفضن الاستسلام لظروف الحياة، إذ تجدهن طوال سنوات أعمارهن صامدات يجدن قوت يومهن في ما تصنعه أيدهن من أقراص الخمير المحائلي والحلوى المحائلية فضلا عن بعض الإيدامات التي تشتهر بها المحافظة، حتى أصبحت مطلب الكثير من خارج المحافظة، مما أوجد صدى كبيرا لهن. على أحد الأركان المنزوية في السوق، تجلس أم أحمد (67 عاما)، تطوع بيديها اللتين خط الزمن عليهما عروقا بارزة، منغمسة في إعداد الأكلات الشعبية التي تشتهر بها المحافظة، منذ 20 عاما لتوفير قوت يومها، لتتلقفها أفواه جائعة تنتظر التذوق من أطعمة ظلت راسخة تستحضر تاريخ الزمان والمكان. أما أم سعود ذات ال 70 ربيعا، تقول: أبيع الكحل والحناء وبعض المستلزمات النسائية القديمة التي لا زالت الكثيرات من زبائنها يحرصن على اقتنائها. وإلى جانب أم سعود، تقبع عائشة ذات الخمسين عاما في السوق وقد خصصت لها بلدية محايل موقعا لعرض منتجاتها من السمن البري، وتقول: إن بضاعتها يزداد عليها الطلب خلال الإجازات والمناسبات والأعياد وهي -حسب قولها- لا تبيع إلا السمن الجيد، كونها تجد مردودا ماديا كبيرا من هذه المهنة. أم صالح ذات الستين عاما، تقول: أبيع جميع لوازم التراث النسائي وهناك إقبال على ما تنتجه النساء القرويات من حرف وأشغال يدوية بسيطة تحمل رائحة التراث الأصيل، ومن التقاليد المتوارثة والمتعارف عليها. وبدوره، أكد محافظ محايل عسير محمد بن سعيد بن سبرة، على الاهتمام بهؤلاء النسوة الباعة اللاتي يعرضن منتوجاتهن الشعبية التي تزخر بها محافظة محايل، وتم نقلهن إلى مواقع تلائم وضعهن، مبينا أن سوق محايل الشعبي أهم المقاصد السياحية في المحافظة ويحرص السياح الباحثون عن روائح التاريخ على زيارته.