أبها – حسن العقيلي الباعة: لا نريد الخروج لأن المكان الجديد ليس لائقاً بنا طالب باعة ومرتادو سوق محايل الشعبي بوقف قرار نقل سوق محايل الشعبي الذي يُعد من أكبر أسواق عسير والأول في تهامة عسير مؤكدين أن نقل السوق يُعد بمثابة إخفاء لهوية المنطقة، التي حافظ عليها طوال العقود الماضية. واعتبر عدد من الباعة اعتراضهم على نقل السوق هو بمثابة تخوف من المستثمر الذي قد لا يأخذهم بالرأفة التي اعتادها طوال العقود الماضية واصفين الإيجارات التي تفرضها البلدية حالياً في سوقهم الشعبي ب «الرمزية». سوق الصندقة ويُعد سوق السبت بمحافظة محايل المسمى ب»الصندقة» من أكبر الأسواق الشعبية في المنطقة الجنوبية أشهرها سمعة لا سيما أن عمره الزمني يفوق أكثر من 60 عاماً ويقام يوم السبت من كل أسبوع وهو معروف بنشاطه الكبير، ويقصده الباعة والمتسوقون من كل مناطق عسير والمحافظات المجاورة وأكسبه موقعه الاستراتيجي أهمية كبرى، ويُعد الأفضل تصنيفاً بين الأسواق الشعبية الأسبوعية المماثلة من حيث الأقدمية وارتياد الباعة له. تراث عسيري قامت بلدية محايل بإنشاء سوق جديد برعاية مستثمر، مؤكدة أن المسؤولية التامة ستكون لها، وحاولت نقل الباعة إليه. الباعة من جهتهم قابلوا محاولات البلدية بعدم الاستجابة لمطالبها، متخذين قرار الوقوف في وجه كل من يحاول ما وصفوه ب «العبث بهذا المكان الحضاري والمنبع للتراث العسيري التهامي الأصيل» وبدت على الكثير من الباعة تعابير الأسى لسماعهم نبأ خروجهم من السوق، وقالوا ل «الشرق» لا نريد الخروج منه، لأن المكان الجديد ليس لائقاً بنا. فصلوا العداد وقال أحد أصحاب المحلات التجارية عبدالله عالي حاولت بلدية محايل إخراجنا من السوق الشعبي بطرق غريبة جدا وصلت إلى درجة أن يفصلوا العداد الكهربائي عنا لفترات وأمرنا بالخروج، مشيراً إلى أن الباعة قدموا اعتراضاً للمحافظ بتاريخ 15/ 4/ 1430ه ذكروا فيه أن هذا السوق يُعد كمنزل لنا ولن نستطيع الخروج منه. وأضاف وعدنا المحافظ بعدم نقل السوق الشعبي استجابة لنا وشكرناه على ذلك، لكن البلدية بدأت بالضغط علينا للخروج وعدم تسلم الأجرة من المستأجرين بالسوق. ننتظر الحل وقال علي بارقي الذي يبلغ من العمر 45 عاما: بعد أن شددت بلدية محايل علينا الخناق اتجهنا إلى أمانة عسير، حيث استقبلنا وكيل الأمانة لشؤون البلديات أحمد عسيري وشرحنا له وضعنا في السوق الشعبي، ووعدنا أن الأمانة ستجد حلاً لهذه المشكلة بأسرع وقت ممكن، وما زلنا ننتظر. مقاصد مادية لا نتحملها المواطن حسن الأسمري الذي يبلغ من العمر 67 عاما يقول مكثت في هذا السوق قرابة ال30 سنة وأنا أبيع التمور، ولم أسمع عن نقل أو تغيير هذا السوق أبدا. وأضاف: يمثل السوق لنا كل شيء، وفيه قوت أبنائنا ومصدر رزقنا، وقال: نحن هنا ندفع الأجرة السنوية الحد اليسير بينما السوق الجديد سوف يكون بيد مستثمر، وقد يكون له مقاصد مادية لا نتحملها. انقلونا وأكد الشيخ علي المعش الذي يبيع العسل منذ أكثر من ثلاثين عاماً: إن إصرارنا على البقاء في السوق لأننا تعودنا عليه، كما أن الأسواق الشعبية للمواطن الكادح الضعيف الذي يقتات يومه منه، متسائلاً: لماذا لا يبقى سوقنا على حاله أسوة بالأسواق الأخرى. وقال: «إذا أردتم نقلنا فانقلونا للمكان المناسب» لا أمان للمستثمر ويعتبر محمد عامر الحلوي من أقدم البائعين في السوق، يقول: أعمل منذ ذلك الحين «عصاراً» لمنتج السمن وزيت السمسم وهذه ورثتها عن أجدادي. مناشداً البلدية بالمحافظة على أسعار الإيجارات في حال تم النقل، وقال: نحن هنا ندفع إيجارات رمزية، ولا نأمن المستثمر من أن يكون جشعاً ويطلب إيجارات عالية أو يزيدها في السنوات اللاحقة. وأبدت البائعة فطرة بنت ناصر عسيري عدم رضاها عن نقل السوق، وقالت: نحن كبار في السن ومنا المريض والعاجز، مشيرة إلى أن السوق الجديد يحوي عيوبا كثيرة، أهمها عدم وجود مواقف للزوار بشكل كاف. المصلحة العامة من جهته أوضح ل «الشرق» عضو المجلس البلدي بمحافظة محايل عبدالله هيازع الأسمري أننا نقف مع المصلحة العامة، فإذا كان نقله فيه مصلحة عامة تخدم المحافظة وكل من يرتاد هذا السوق وليس فيه ضرر لكل من له علاقة به، من أصحاب المحلات، على أن يُؤخذ في الحسبان عند نقلهم مراعاتهم حسب ما تراه الجهة المنفذة، ومن أجل تحسين وتطوير السوق للأفضل بعد اعتماد دراسته، إذا توفرت فيه هذه العناصر فلا ما نع من نقله، وعلى الجهة المسؤولة متابعة ذلك والإشراف المباشر عن أي خلل يحدث في المشروع. المسؤولية للبلدية وقلل رئيس بلدية محافظة محايل حمد بن درهم من مخاوف الباعة بخصوص المستثمر وزيادة الأسعار، وأكد ل «الشرق» أن نقل السوق الشعبي ليس إلا مرحلة ضمن مراحل التطوير وإعادة هيكلة المحافظة، وسيتم الانتهاء من السوق، وستكون للبلدية المسؤولية التامة عن المشروع ودراسة السوق الجديد حسب إمكانات كل الباعة الموجودين هنالك. الأوقاف لا تمانع من نقل السوق فيما عبَّر ل «الشرق» الشيخ محمد بن سعيد القحطاني مدير عام مكتب الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة عسير خلال سؤالنا له حول موضوع الأرض التي تملكها الأوقاف بفرع محافظة محايل والتي سيتم عليها بناء السوق الشعبي المؤقت قال: إن السوق الشعبي الذي سيتم نقله إلى أرض تابعة للأوقاف جرت بشأنه مكاتبات بين إدارتنا وبين أمانة عسير انتهت بموافقة صاحب الصلاحية بأنه لامانع من نقل السوق مؤقتا إلى أرض الأوقاف مقابل أجرة سنوية تدفع للأوقاف. كما أوضح ل الشرق د.حسن إدريس مدير إدارة التربية والتعليم بمحايل سابقاً ورئيس المجلس البلدي سابقاً أن موضوع نقل السوق الشعبي الذي يقع في وسط المحافظة للتطوير والتجديد حسب النمط المناسب لهذا السوق، مشيراً أنه ما دام الأمر يختص بالتطوير والتجديد فلا مشكلة. وقال: كنت رئيساً للمجلس البلدي وعلى علم بهذه المرحلة التي ستتم وإذا كان النقل لفترة محددة ومؤقتة فلا مشكلة، بل هي سبيل إلى التجديد في الإرث الحضاري لهذه المحافظة ألا وهو السوق الشعبي القديم. img class="size-medium" title="البائعة فطرة تتحدث ل"الشرق"" src="http://www.alsharq.net.sa/wp-content/uploads/2013/04/441495-513x341.jpg" width="513" height="341" / البائعة فطرة تتحدث ل"الشرق"