يشهد سوق الثلاثاء الشعبي بأبها إقبالا كبيرا من قبل المصطافين خلال كل إجازة صيف من كل عام. ويعد سوق الثلاثاء الشعبي من أقدم الأسواق في منطقة عسير، حتى تحول البيع والتسوق فيه إلى ثقافة يُشتهر بها أهالي أبها، وما يجاورها من قرى. إمارة منطقة عسير حرصت على أن يبقى هذا السوق شاهدا حيا على المنطقة وثقافتها، حيث يعتبر سوق الثلاثاء نقطة ترويج سياحية مركزية في قلب مدينة أبها، تحكي تراث عسير وتعرض منتجاتها على مدار العام. ويتكون سوق الثلاثاء من عدد كبير من المحال و«البسطات» التي تعرض منتجات عسيرية من صلب مكتسبات المنطقة التراثية وما اشتهرت به من محاصيل زراعية، مثل الذرة والدخن بجميع أنواعها والعسل والأسلحة البيضاء والنباتات العطرية والخبز الشعبي، بالإضافة إلى المجسمات التي تجسد تراث المنطقة وطرازها المعماري الذي يأخذ تميزه من الهندسة الشكلية واللونية في آن، كما يحرص أصحاب محال بيع الملبوسات في سوق الثلاثاء على توفير أكبر كم ممكن من الثياب العسيرية الخاصة بالمرأة، التي اشتهرت بما تحتويه من تطريز وألوان لا تخرج كثيرا عن ألوان الطبيعة في عسير. شمس التقت عددا من أصحاب المحال في سوق الثلاثاء الشعبي حيث تحدثت أم محمد وهي صاحبة محل لبيع الحبوب والعطارة، قائلة: «إننا نستعد لموسم الصيف منذ وقت مبكر وذلك بتوفير جميع المنتجات التي تستهوي المصطافين كالثوب العسيري والمجسمات الجمالية للبيوت القديمة في عسير». وعن دخلها الموسمي المعتاد في إجازات الصيف قالت أم محمد إن دخل محلها في موسم الصيف يضاهي دخل بقية العام. أم حسن وهي صاحبة إحدى المحال أيضا.. تقول إنها تعمل في سوق الثلاثاء منذ نحو 30 عاما، مضيفة أنها تحرص خلال كل موسم سياحي على جلب جميع المنتجات العسيرية وتجعلها في واجهة محلها لجلب المتسوقين، وأشارت إلى أن السوق في هذه الأيام يشهد إقبالا كبيرا في جميع الأوقات منذ ساعات الصباح الأولى حتى الساعة العاشرة مساء. هذا ويصطف على جنبات بوابات السوق عدد من النساء تخصصن في بيع الأطعمة العسيرية مثل الدخن والخمير والبر المعد من قبل على أيدي نساء ماهرات، ومنهن أم عبدالرحمن التي قالت: «إنها تمارس نشاطها في السوق منذ نحو 15 عاما وهي تقوم بإعداد الخبز بنفسها، ومن ثم تعرضه لزبائن السوق الذين يحرص كثير منهم على زيارتها بشكل دائم. كما التقت «شمس» بأحد المصطافين «أبو عاطف» وهو يتجول في سوق الثلاثاء الشعبي، الذي أوضح أنه قادم من دولة الكويت وقال إنها الزيارة الثالثة له لمنطقة عسير، مشيرا إلى أنه يحرص دوما على التسوق في سوق الثلاثاء، حيث يتعامل مع عدد من المحال لشراء العسل والسمن كما يحرص على اقتناء بعض المجسمات الجمالية التي توحي بتراث المنطقة لغرض الذكرى والإهداء حين عودته إلى وطنه الكويت بعد انتهاء الإجازة .