تعول روسيا على خبرة مدربها الإيطالي العنيد فابيو كابيلو؛ للتأهل لأول مرة في عهدها الحديث إلى الدور الثاني، عندما تلتقي كوريا الجنوبية صاحبة أفضل إنجاز آسيوي في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، على ملعب «ارينا بانتانال» في كويابا البرازيلية. يخوض المنتخب الروسي المونديال باحثا عن وضع أسس صحيحة قبل استضافته لنهائيات نسخة 2018، ومعولا على الواقعية الإيطالية المتجسدة بكابيلو. وقد حدد كابيلو منذ ضمان تأهل منتخبه إلى نهائيات البرازيل لنفسه هدف قيادة الروس إلى تحقيق أفضل نتيجة لهم في كأس العالم منذ انحلال عقد الاتحاد السوفياتي، وذلك من أجل تحضيرهم بأفضل طريقة لاستضافة نسخة 2018 على أرضهم. ويعلم كابيلو جيدا معنى الفشل في نهائيات كأس العالم بعد تذوقه مرارة الخروج من الدور الثاني لمونديال جنوب افريقيا 2010 مع المنتخب الإنجليزي حين تلقى الأخير هزيمة مذلة أمام غريمه الألماني (1-4)، ما جعل المدرب الإيطالي محط انتقادات لاذعة في وسائل الإعلام البريطانية. ويبدو أن كابيلو، الذي يطلق عليه «دون فابيو» في روسيا، تعلم الدرس في جنوب أفريقيا 2010، ولم يبالغ في تطلعاته وتوقعاته لمونديال البرازيل، واضعا الدور ربع النهائي كهدف لمنتخبه، لكن هذا الهدف أيضا ليس سهل المنال لمنتخب لم يشارك في النهائيات منذ 12 عاما وتعود أفضل نتيجة له في العرس الكروي العالمي إلى عام 1966 في إنجلترا حين حل رابعا أيام الاتحاد السوفياتي. من جهتها، تدخل كوريا الجنوبية المباراة بعد خسارة مذلة أمام غانا (4 - صفر)، وسقوطها أربع مرات في آخر مباراة، لكن اسم كوريا يرتبط بهوية أفضل إنجاز آسيوي في تاريخ كأس العالم، عندما حلت رابعة على أرضها في 2002، لذا ستكون استعادة نجاحات الماضي بالغة الصعوبة في البرازيل 2014، وقد تحول المشوار الخرافي أنذاك إلى عبء على الكوريين، فاضطروا في النسخ التالية إلى تحمل وزر الضغوط والتوقعات الهائلة، لكن بالنسبة لمشجعيها ستكون الفرصة متاحة بالتأهل على الأقل إلى الدور الثاني خصوصا بعد وقوعها في مجموعة ثامنة معقولة تضم بلجيكاوروسيا والجزائر. وما يزيد من صعوبة مهمة «محاربي تايغوك» فترة انعدام وزن مروا بها خلال التصفيات المؤهلة الى كأس العالم شهدت تغييرات في الطاقم التدريبي. وتشارك كوريا الجنوبية في المونديال للمرة الثامنة على التوالي والتاسعة في تاريخها، وتتفوق عليها بهذا الإطار منتخبات البرازيل، ألمانيا، إيطاليا، الأرجنتين وإسبانيا.