يكتسب اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية الذي سيعقد بعد غد الأربعاء في جدة، أهمية كبرى نظرا للتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، والتي تتطلب تشاورا بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. ومن المتوقع أن تتصدر تطورات الأوضاع في العراق وسيطرة داعش على عدد من المدن العراقية، بالإضافة إلى الأزمة السورية وسبل إنهاء مأساة الشعب السوري ووقف التدخلات الإقليمية في الأزمة، فضلا عن مناقشة قضية القدس وفلسطين باعتبارها قضية المسلمين الأولى، مناقشات الوزراء خلال اجتماعاتهم التي ستستغرق يومين. وأشارت مصادر موثوقة في منظمة التعاون الإسلامي في تصريحات ل«عكاظ»، أن سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل سيرأس الاجتماعات الوزارية بعد أن انتقلت إلى المملكة رئاستها من غينيا، وسيلقي سموه كلمة المؤتمر الافتتاحية. وأضافت المصادر، أن المؤتمر يتجه لاستصدار توصية فيما يتعلق بالأزمة العراقية يدعو فيها كافة الأطراف العراقية إلى الشروع في حوار جدي يؤدي إلى تحقيق مصالحة وطنية حقيقية وشاملة بين أبناء الشعب العراقي بعيدا عن الطائفية والتهميش والإقصاء. وأشارت المصادر، إلى أن وزراء خارجية الدول العربية سيعقدون اجتماعا لبحث الوضع في العراق على هامش اجتماع جدة. وكان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني، قد أعرب عن قلقه البالغ إزاء تدهور الأوضاع في العراق، داعيا القيادات العراقية إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة هذا الوضع المتأزم بجوانبه المختلفة، بما في ذلك جوانبه السياسية، موضحا أن استمرار هذا الوضع يمكن أن يكون له تداعيات خطيرة على وحدة العراق وأمنه واستقراره، وعلى المنطقة برمتها. وحول الأزمة السورية، أفادت المصادر بأن القضية السورية ستكون إحدى القضايا المحورية في اجتماع جدة ومن المتوقع أن يتمخض الاجتماع الوزاري عن تشكيل مجموعة اتصال وزارية خاصة بسوريا، موضحة أن مقعد سوريا في المؤتمر سيظل شاغرا نظرا لتعليق عضويتها في المنظمة. وسيناقش الوزراء أيضا، الأوضاع في ليبيا وأفغانستان والسودان وكشمير وقبرص، ومالي ونيجيريا ومنظمة بوكو حرام المتطرفة وموضوع مكافحة الإرهاب، والقضاء الشامل على الأسلحة النووية، والتعاون والتنسيق بين المنظمة وعدد من المنظمات والتجمعات الدولية والإقليمية وسبل تعزيز التضامن الإسلامي، بالإضافة إلى الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى، وتنامي خطر التطرف والجماعات الإرهابية سواء داخل الدول الأعضاء أو في جوارها الإقليمي، وكذلك على المستوى الدولي، وبحث إقرار استراتيجية شاملة لمواجهة التطرف. وعلى هامش الاجتماع، ستعقد أربع مجموعات اتصال خاصة بقضايا الصومال ومالي وكشمير والأقلية المسلمة في ميانمار «الروهينغيا» كما سيعقد وزراء الخارجية جلسة خاصة عن الوضع السياسي والإنساني في جمهورية أفريقيا الوسطى، وكانت مها عقيل مديرة إدارة الإعلام في المنظمة قد ذكرت أن 25 وزير خارجية وأربعة نواب وزراء أكدوا تمثيلهم لبلدانهم في الاجتماع الوزاري، وأشارت المصادر إلى أن وزير شؤون الخارجية الإيرانية جواد ظريف سيغيب عن الاجتماعات وسيمثله نائبه.