المتابع لأحداث سورياوالعراق وحركية ما يسمى بتنظيم «داعش»، وحركية ما يسمى بحزب الله الذي يطلقون عليه اسم «حالش»، يجد ودون أدنى شك أو تردد توصيفا واحدا لحركية التنظيمين ويمكن اختصاره «بخدمة التوصيل المجاني». في سوريا، حينما انطلقت الثورة بشكل سلمي وحضاري بوجه ظلم النظام واستخباراته، سارع حزب الله وعبر توجيهات من الراعي الإيراني في الدخول ما بين الشعب السوري ونظامه، عبر شبيحته بهراوات كهربائية في البداية أو عبر قناصين محترفين في الحلقة الثانية وليس الأخيرة في التدخل لينتهي هذا التدخل بقتال مباشر في المدن والقرى السورية. وفي سوريا أيضا، عندما كاد الثوار أن يحققووا نصرا واضحا في عدة مواقع ومدن من حلب وصولا إلى دمشق، هرب سجناء سجن أبو غريب في العراق وبتوجيه إيراني أيضا كما أكدت تقارير الاستخبارات الدولية إلى سوريا، فكانت داعش بنسخة سورية منقحة التي لم تدخل بأية مواجهة مع النظام السوري بل قاتلت الجيش الحر والفصائل الثورية. في العراق، عندما انتفضت عشائر الأنبار على الظلم اللاحق بهم وعلى اعتقال النساء دون وجه حق من قبل حكومة المالكي جاءت داعش لتسطو على الحراك الشعبي وتحول المطالب المحقة إلى حراك إرهابي في وسائل الإعلام العربية والغربية. وفي العراق أيضا، عندما بات الخطر يهدد بغداد هب حزب الله بكل عديده إلى سوريا ليسمح للمقاتلين الشيعة العراقيين بالعودة للعراق للدفاع عن بغداد وطبعا لقتل مزيد من العراقيين. إنها «خدمة التوصيل الإرهابي» التي تمتهنها داعش ومعها حالش، أنهما محور التطرف الذي لا يمكن مواجهته إلا بالاعتدال وبالقضاء على المشاريع المشبوهة التي تغامر باستقرار الشعوب ورزقها وأمنها. من داعش إلى حالش قصة واحدة بوجهين مختلفين ومع راع واحد يقدم وجبات إرهابية عبر تنظيمات أنشأت لتقوم بمهمة التوصيل المجاني.