يعتبر حي «الكوت» في الهفوف أحد أقدم الأحياء الشعبية المشهورة في الأحساء، ويحتضن عدة أماكن تاريخية وأثرية مثل قصر إبراهيم الأثري مدرسة الجارود ومسجد الجبري الذي تأسس في القرن التاسع، ويعد من أقدم مساجد الكوت ومنزل البيعة بالكوت الذي اشتهر بالمبايعة أثناء فتح الأحساء على يد الملك عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه)، إن هذا التاريخ العريق لم يشفع لهذا الحي العتيق لينال نصيبه من الاهتمام والعناية من قبل أمانة المنطقة والبلديات الفرعية - على حد قول السكان. ومع مرور السنين اندثر هذا الحي شيئا فشيئا حتى أصبحت منازله مهجورة وملجأ للكلاب والقوارض والثعابين كما روى أهالي الحي ذلك ل «عكاظ» في جولتها بحي الكوت عصر أمس. وفي جولة لحي الكوت أوضح ل «عكاظ» يوسف سلطان المانع أحد سكان الحي أن المنازل المهجورة تشكل ما نسبته 50 في المائة من مباني الكوت وأغلبها اعتبر وقفا، ومع مرور الوقت تحولت إلى هاجس للأهالي بعد أن تحولت إلى مأوى للكلاب والحيوانات الضالة والفئران، فضلا عن العمالة الوافدة التي تتخذ منها سكنا ومأوى بعيدا عن الجهات الأمنية. من جهته، بين المواطن خالد عبدالله السبيعي، أن الخوف يسيطر على سكان الحي وخاصة أثناء الليل، نتيجة تزايد أعداد العمالة الوافدة التي استوطنت الحي في السنوات القليلة الماضية، وساعد على ذلك وجود المنازل المهجورة التي تركها ملاكها وانتقلوا إلى الأحياء الحديثة والأكثر تنظيما وتخطيطا، ويضيف «نأمل في إزالة هذه المنازل في أقرب وقت ممكن ونتوجه بطلبنا هذا للجهات المسؤولة علها تستجيب لمطالبنا». وذكر ناصر محمد فهد الصنيخ من سكان حي الكوت بالهفوف، أن هذه المنازل المهجورة بقيت على حالها منذ أكثر من 40 عاما، وتستغل من بعض العمالة الوافدة، ويضيف «الحي لا يمكن لأحد دخوله وخاصة أثناء الليل». وأوضح الشاب وليد عبدالله الهواشل، من سكان الحي أن الكوت من أقدم الأحياء بالهفوف واشتهر ببيت البيعة وقصر إبراهيم ومسجد الجبري ومدرسة الجارود الابتدائية، مطالبا الجهات المعنية بالاهتمام بهذه المواقع التاريخية وإزالة أو ترميم المنازل المهجورة، خاصة أنها تشكل خطورة على السكان، في حين أن الشوارع ضيقة ولا تسمح بمرور المركبات إلا بصعوبة. وأضاف أنا أسكن الحي منذ عشرات السنين، وقال إن العمالة الوافدة تقطن هذا الحي وتصدر عنهم مخالفات كثيرة وعلى الجهات الأمنية تكثيف جولاتها لمتابعتهم. أحمد محمد الجويري يشكو خطر هذه المنازل المهجورة والتي تشكل -على حد قوله- مخاطر محققة للأهالي خاصة أنها تستغل لأعمال وأنشطة منافية للأخلاق علاوة على أنها تخفي عددا كبيرا من العمالة مجهولي الهوية، كما أن الحي بلا إنارة ليلا ومنازله بحاجة للترميم والتجديد.