لم يدر بخلد مواطن، أن زيارة أصدقائه لمنزله ذات يوم مضى، ستتسبب في معاناة تجاوزت الثلاث سنوات دون أن تنتهي. فحينما زاره عدد من أصدقائه في ذلك اليوم الذي لا يزال عالقا في ذاكرته، قام بتقديم واجب الضيافة، وأعد لهم القهوة، وكانت صغيرته ريهام ذات الثمانية أشهر في غرفة الاستقبال، وحين مغادرتهم رافقهم إلى الباب، وترك ابنته داخل الحجرة، فعبثت بالقهوة وانسكبت عليها ونتج عن ذلك حروق شملت جانبها الأيمن وتسببت في فقدان سمعها والنطق والتوازن. ولم يذق والد ريهام طعما للراحة منذ ذلك الوقت حتى استقر به الأمر في مستشفى الحرس الوطني بالرياض، حيث قام الأطباء بزراعة قوقعة في أذنها وبرمجتها وعاد إلى مكة لتأهيلها في أحد المراكز الخاصة بمبلغ مالي يصل إلى 3 آلاف ريال شهريا، وعلى مدى هذه السنوات تحمل ديونا من الأقارب والأصدقاء حتى بات عاجزا عن سدادها. ويقول والد ريهام «تم تحويلي إلى مستشفى الحرس الوطني بجدة من الرياض، وعند مراجعتي لهم أفادوني أن بطاريات الجهاز المزروع في قوقعة أذنها انتهت وتحتاج إلى تغيير والموجود لديهم محجوز لمرضى آخرين ولم تنفع كل توسلاتي لهم وبعد مراجعات عدة لم أستطع أن أجد علاجا لابنتي التي فقدت السمع والاتزان». ويتمنى أن يسخر الله لصغيرته من أهل الخير والإحسان من يتكفل بعلاجها في أحد المراكز المتخصصة بالمملكة أو الخارج لتعود لمحياها البسمة وتدب في جسدها حيوية الطفولة من جديد.