لاشك أن المشاريع الحيوية من الأمور الهامة والحساسة التي تتطلبها كل منطقة ومحافظة ومركز وقرية، بل هي حاجة تنموية ضرورية تساهم بشكل أساسي وفعال في رفاهية المواطن وممارسته للحياة بشكل أكثر سهولة ويسر، إلا أن مدينة الطائف وهي المصيف الأول بالمملكة وعروس المصايف تعاني معاناة واضحة من تأخر بعض المشاريع وعدم اكتمال بعضها الآخر، ولا نعلم حقيقة ماهي الأسباب الحقيقية وراء ذلك طالما أن الوزارات ذات العلاقة لديها ميزانياتها ومشاريعها التي تمت ترسيتها على مستوى المناطق والمحافظات والمراكز والهجر.. فلماذا إذن هذا التأخير الطويل في التنفيذ أو الإنجاز ؟.. بعض المشاريع يقال إنها تعثرت بسبب الشركات غير القادرة على الإنجاز، والبعض الآخر تعثر لأن المؤسسة المنفذة تنفذ من الباطن وبالتالي هي ضعيفة الأداء متهالكة الإمكانيات، وتارة يكون السبب وجود أكثر من مشروع لدى شركة واحدة تقوم بتنفيذه، وهناك من يرى أن السبب يرجع إلى التأخر في صرف المستحقات المالية لبعض الشركات المنفذة أولا بأول مما يجبرها على عدم الوفاء بالتزاماتها حيال المهام المنوطة بها.. ومهما كانت الأسباب وراء ذلك التأخير أو التعثر فإن الوزارات التي تتبع لها هذه المشاريع الحيوية الهامة منوط بها متابعتها ومراقبتها سواء فيما يتعلق بجودة الأداء أو مدة الإنجاز، مع إيجاد الحلول الجذرية اللازمة لتعثرها، ولعل مما يثلج الصدر ويبشر بالخير ما وجه به صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة إثر زيارته الأخيرة للطائف بتشكيل لجنة عاجلة من الجهات ذات العلاقة لدراسة أسباب تأخر بعض المشاريع وتعثر بعضها الآخر وإيجاد الحلول المناسبة لهذه الإشكاليات التي تؤرق أهالي المحافظة وتشعرهم بالتذمر وعدم الرضا عن الوضع التنموي لمنجزات مدينتهم خاصة أنهم بأمس الحاجة لانتهاء المشاريع التي طال انتظارهم لبعضها لسنوات طويلة.