لماذا تتعثر بعض المشاريع التنموية في حائل؟ سؤال يردده سكان «عروس الشمال» في مجالسهم الخاصة، فمستشفى حائل التخصصي مضت ست سنوات على اعتماده وما زال متعثرا، وكذلك توسعة طريق الملك عبدالعزيز، رغم مرور خمس سنوات على صدور قرار تنفيذه ورصد مليار ريال لإنجازه، إلا أنه ما زال ضمن ملفات التعثر. وهناك أيضا مشروع الصرف الصحي داخل الأحياء في المدينة الذي أدرج ضمن التعثر، إلا أنه وبعد تحركات حثيثة، سحب المشروع وجرت ترسيته على مقاول جديد بعقد يبلغ 209 ملايين ريال. ومن المشاريع التي سجلت تحت بند التعثر، المستشفيات الطرفية مثل مستشفى مدينة موقق، وبعض المشاريع الصحية في المحافظات والمراكز والقرى التابعة لمنطقة حائل، حيث أدرجت هيئة الرقابة والتحقيق مشروع مستشفى حائل العام الجديد بسعة 500 سرير ضمن أكبر المشاريع الصحية المتعثرة في التنفيذ بمنطقة حائل، وذلك عبر تقرير رقابي لمتابعة خطط التنمية في المشاريع المعتمدة. وأرجعت الرقابة الأسباب المبدئية وراء التعطل والتعثر إلى المقاولين المنفذين لعمليات الإنشاءات الذين واجهوا ارتفاع أسعار الحديد قبل عامين، إضافة إلى تعديل مشروع المستشفى من حائل التخصصي بسعة 300 سرير، إلى حائل العام بسعة 500 سرير، ما أدى إلى تعديل بعض التصاميم الهندسية في المباني والإنشاءات. وأوصى تقرير بترسية المشروع على مقاول جديد ورفع الاعتمادات المالية للمشروع وفق السعة السريرية للمستشفى. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وضع حجر الأساس لمستشفى حائل التخصصي في الخامس من مايو (أيار) العام 2005 خلال زيارته مدينة حائل، بتكلفة تتجاوز 200 مليون ريال . أما طريق الملك عبدالعزيز وهو شريان مدينة حائل والمحور الرئيس لشبكة طرق وميادين حائل ويخترقها من الجنوب الشرقي لأقصى شمال المدينة، فيعد من أكثر الطرق التي تتسبب في اختناقات مرورية دائمة لضيق مساحته ومروره وسط المنطقة المركزية والأسواق التجارية، وقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في توسعة الطريق واعتماد مليار ريال لتنفيذه . وأرجع مصدر رقابي الأسباب الرئيسة لعمليات التعثر والتأخير إلى ضعف المقاولين، وكثرة تغييرهم في كل مشروع، واعتذار البعض في عمليات التنفيذ، وغياب التعاون بين الأجهزة في الحكومية في ما بينها لسرعة التنفيذ. إلى ذلك قال عدد من أهالي منطقة حائل إن التنمية في حائل عرجاء عكس المناطق الأخرى، وسأل محمد الشمري عن العقبات التي اعترضت مشروع توسعة طريق الملك عبدالعزيز طوال تلك المدة، مطالبا الجهات المعنية بسرعة إنجاز هذه التوسعة لفك اختناقات الطريق. أما فهد السرور فقال إنه منذ أن شاهد رجال الأعمال يتاجرون في الأراضي المجاورة للطريق بجشع بحثا عن التثمين، أيقن أن المشروع سيتعثر. وطالب الهيئة العليا لتطوير المنطقة التدخل لإنقاذ الموقف، وفتح دراسة شاملة عن أسباب تأخير المشاريع التنموية في حائل، بما فيها طريق الملك عبدالعزيز. وقال أحمد التميمي انظروا إلى طرق حائل المتهالكة لقد أنهكت مركباتنا وتسببت في حوادث مرورية مروعة، وانظروا إلى مشروعات الصرف المتعثرة في عدد من الأحياء حيث أصبحنا الوحيدين الذين ننقل المياه الآسنة على حسابنا الخاص بسبب تأخر تنفيذ مشروع الصرف الصحي.