أبدى عدد من أهالي أحياء جدة انزعاجهم من انتشار الحمام بكثرة وخصوصا الأسراب التي استطاعت أن تعشعش داخل أسطح ونوافذ العمائر، وبالتالي التسبب في نشر المخلفات والديدان الصغيرة. وفي الوقت الذي طالب فيه كل من محمد الغامدي وسمير علي وسيف يماني وخالد عبدالكريم، بضرورة تدخل الأمانة في حل مشكلة انتشار الحمام، رأى مختصون بيئيون وأطباء أن الحمام طائر أليف معروف ومنتشر على المستوى العالمي. وفي هذا السياق، أوضح كل من محمد الصالح وبخيت البلوي، أنهم من سكان مخطط الشعلة، وأن هناك أسرابا من الحمام تعشعش في البنابات في الحي، وتنشر الأوساخ على الأسطح والنوافذ، وأن الضرورة تقتضي إيجاد حلول جذرية لمشكلة الحمام. وفي موازاة ذلك، أوضح أستاذ البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي عشقي، أن الحمام كائن أليف ومنتشر على المستوى العالمي، وليس منه أضرار بيئية مثل الغربان، والشيء الوحيد الذي ينعكس منه هو إفرازات المخلفات، وقدرته على التعشعش في أماكن عالية مثل النوافذ والأسطح وما شابه ذلك، وأرى أنه من الناحية البيئية لا يمكن أبادته فهو مطلوب للتوازن البيئي، كما أنه لم يثبت أن هناك أمراضا يسببها الحمام للإنسان. وأشار إلى أن هناك الكثير من المعالجات التي تحمي أسوار ونوافذ وأسطح البيوت، حيث اتجهت بعض الشركات لإنتاج موانع تواجد الحمام، كأسوار حديدية تمنع من وصول الحمام للموقع، كما يمكن للأمانة إنشاء أبراج خاصة للحمام في كل حي في مواقع تكون مخصصة لها، وبالتالي يتواجد الحمام في هذا الموقع. وخلص د.عشقي إلى القول، إن الحمام أفضل من الغربان من الناحية البيئية، ويكفي أنه لا توجد أي أضرار له عكس الغربان التي تلوث البيئة وتسبب القذارة. أما الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس، فأوضح أن الحمام أنواع كثيرة منها للأكل ومنها للزينة وأخرى للطيران والهواية، ومن أنواع الحمام المستخدم في الطيران، وبالنسبة للهواة هناك أنواع محببة، لافتا إلى أنه من الناحية البيئية ليس هناك أي مشكلات منه، بالعكس نجد أن كثيرا من الشباب يعشقون تربيته في أسطح منازلهم، حتى باتت العمارة واجهة سكنية للحمام وموطنا لها، وما يؤخذ عليه هو انتشار فضلاته في كل مكان؛ لذا فإن أفضل حل في حالة تربيتها في المنازل هو التعامل معها يوميا، لتجنب أي نوع من التلوث، وفي حالة عدم الرغبة في وجودها على النوافذ أو الأسطح وضع سياج مانعة تباع حاليا في الأسواق عبر شركات متخصصة. واتفق كماس مع عشقي في إنشاء أبراج للحمام في الأحياء التي ينتشر فيها بكثرة، حتى يكون الموقع سكنا لها. من جانبه، أوضح الدكتور نصرالدين الشريف، أخصائي الأطفال، أن الأطفال أكثر حبا لمشاهدة الحمام واللعب معه، وخصوصا أنه كائن أليف مثل الطيور وليس منه أي أضرار، ولكن يفضل أن لا يحمله الأطفال، لأنه لا يعرف مدى وجود أي حشرات دقيقة بين ريشه، ومن ثم انتقال هذه الحشرات إلى أجساد الأطفال، لذا فإن التعامل معه من بعيد يضمن السلامة الصحية والبيئية. وخلص إلى القول، أؤيد فكرة إنشاء أبراج في الأحياء للحمام الذي ينتشر بكثرة في الشوارع، حتى يكون المكان مخصصا لها، على أن تكون