شكا سكان بمدينة مكةالمكرمة من كثرة أعداد الحمام في المدينة، وطالب عدد منهم بمحاربته بدعوى أنه يلحق أضرارا بمنازلهم، بينما اعتبرت أمانة المدينة أن إزالة مخالفة هذه الطيور يستنفد جهود الجهات المختصة. وذكرت صحيفة عكاظ السعودية على موقعها الإلكتروني، الثلاثاء 13 نوفمبر 2012، أن "حمام البيت" أشعل جدلا في مكة، حيث يقول سكان العاصمة المقدسة إنهم يضطرون لإغلاق نوافذ منازلهم بإحكام، وصد أسراب الحمام بوسائل بدائية.
كما استعان آخرون بشركات متخصصة لمحاربة الحمام تنشر ذبذبات كهربائية في نوافذ المنازل وأسطحها لمنع "عشعشة الحمام وتفريخه عليها".
ودعا عضو هيئة كبار العلماء، علي عباس حكمي، إلى دراسة وضع الحمام ومعرفة هل هو من الصيد المستأنس أم لا، مطالبا سكان مكةالمكرمة بعدم قتله داخل حدود الحرم، وأن يدفعوا ما يصيبهم من ضرر منه بطرق لا تؤدي لقتله، حاثا على إيقاف إطعامه في ساحات الحرم لأنه يؤذي الناس.
من جهة ثانية، طالب أحد أعضاء المجلس البلدي بالبحث عن آلية تضمن عدم تكاثر الحمام طالما أنه يؤذي الناس.
ونقلت "عكاظ" عن مشتكين قولهم إنهم "يتجنبون قتل حمام الحرم، الذي تزيد أعداده عن 4 ملايين حمامة، منعا للدخول في محاذير شرعية، على الرغم من الأضرار الناجمة منه.
وأوضح أحد السكان ويدعى خالد الأحمدي أن "الحمام أصبح يسكن مع أطفالهم.. ويتجمع في النوافذ والأبواب وعلى أسطح المنزل بأعداد كبيرة"، لافتا إلى أنهم "يخشون المحاذير الشرعية في قتله أو ايذائه لذلك يبتعدون عن ذلك".
وطالب آخر الأمانة بإيجاد "حل لهم بإنشاء مساكن خاصة للحمام"، مشيرا إلى أنه "لجأ لجميع الطرق للحد من أضرار تلك الطيور وإبعادها عن مسكنه من خلال إغلاق النوافذ بإحكام، وربط علب المشروبات الغازية بالحبال ليتجه إليها الحمام، مشيرا إلى أن جميع تلك الوسائل لم تجد نفعا".
من جهته، أكد مدير عام النظافة في أمانة مكة، محمد المورقي، أن إدارة النظافة تضطر لغسل الأرصفة يوميا، لإزالة مخلفات الحمام، ما يستنفد جهدا كبيرا.
وانتقد بيع عدد من الوافدين الحب على المعتمرين ليقدموه للحمام على الأرصفة ما يتسبب في تلوث الطرق.
بدوره، رجح أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى، الدكتور فواز الدهاس، بأن "يكون حمام البيت من سلالة الحمام الذي عشعش في غار ثور عندما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- مختبئا فيه"، موضحا أن "هناك قولا آخر يشير إلى أنه من سلالة طير الأبابيل التي أتت من البحر بالحجر ورمت أبرهه الأشرم عندما عزم على هدم الكعبة".
وذكر أنه أطلق على تلك الطيور "حمام رب البيت ويحظون بتقدير أهالي مكة"، مشيرا إلى أن "تلك الكائنات تستطيع قطع مسافة تتراوح من 70 إلى 80 كلم في الساعة.. وأنه لا يختلط بغيره من الحمام ويتميز بالصلابة ويضع بيضه على أسطح المنازل وشرفاتها".