وقع أمين محافظة جدة الدكتور هاني بن محمد أبو راس، عقدين كبيرين تبلغ قيمتهما حوالي 135 مليون ريالا مع شركتين متخصصتين في أعمال مكافحة الحشرات والحيوانات العقورة، وتبلغ قيمة العقد الأول أكثر من 85 مليون ريال ولمدة 3 سنوات مخصصة للمكافحة المتكاملة للبعوض بكافة أطواره المائية والبالغة لجميع الأنواع التي تتوالد أو تلدغ في الأماكن الواقعة خارج المنازل المأهولة بالسكان، وسيتم في هذا العقد توفير 337 موظفا وعاملا وتأمين 89 نوعا مختلفا من السيارات و834 جهازا لجميع أنواع الرش. أما العقد الثاني والذي تبلغ قيمته 50 مليونا ولمدة 3 سنوات فقد خصص للمكافحة الشاملة لجميع أنواع القوارض والغربان والحيوانات العقورة والذباب والصراصير، وسيتم في هذا العقد توفير 404 موظفين وعاملين، وتأمين 90 سيارة و1807 أجهزة (من ضمنها 1500 مصيدة فئران). وفي الوقت الذي أعلنت فيه الأمانة عن توقيع العقدين، إضافة إلى وجود خطة سابقة رصد لها مبلغ 60 مليون ريال لمواجهة جيوش الفئران في مختلف نواحي المدينة، فإن المؤشرات الصحية توضح أن تكاثر هذه الفئران مايزال يثير المخاوف من انتقال أمراض خطرة تهدد صحة الإنسان، لاسيما الأطفال عن طريق الاحتكاك المباشر. ورأى المواطن ردة عبد الرحمن المالكي من سكان حي الجامعة، أن مشكلة القضاء على الفئران والبعوض باتت مستعصية لدرجة عجزها عن مكافحتهما، فيما أشار منصور الزيادي من سكان حي الجامعة، إلى أن أمانة جدة لم تعط هذا الأمر اهتماما منذ بداية المشكلة، رغم الخطر الكبير الذي تسببه الفئران والحشرات الطائرة والزاحفة»، وبات السكان يعانون كثيرا من انتشار البعوض والفئران والحشرات في أحيائهم، وأصيبوا بالملل من كثرة التصريحات التي تطلقها الأمانة بين الحين والآخر دون أن يروا شيئا تحقق على الواقع». وأكد خليل يوسف من سكان حي بني مالك أيضا أن الفئران والبعوض«أصبحت تشاركنا كل شيء وتتواجد بشكل كثيف، وأبلغنا عمليات الأمانة أكثر من مرة، إلا أن الوضع يزداد سوءا وتحولنا إلى التصدي لها باجتهادات شخصية ونلاحقها حتى لاتلحق الضرر بأطفالنا». من جهته، اعتبر الخبير البيئي ومدير إدارة حماية البيئة في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الأسبق الدكتور عبدالرحمن كماس انتشار الفئران والبعوض والحشرات في مختلف أنحاء جدة، من أهم المهددات لصحة الإنسان، وبين الدكتور كماس وجود عوامل متعددة أدت إلى تعايشها مع الظروف البيئية المحيطة التي وفرت لها الغذاء والمأوى، مبديا خشيته من انتقال بعض الأمراض الخطرة خاصة وسط الأطفال الذين يلعبون في الأزقة الضيقة. ويشير استشاري الأمراض البيطرية الدكتور محمد عبدالعزيز إلى سرعة تكاثر الفئران، ودعا إلى ضرورة استمرار برامج المكافحة، عبر الوسائل التي تستخدمها الأمانة حاليا في مكافحة القوارض، مشددا على دور المواطن في المكافحة.