شددت منظمة الصحة العالمية على ضرورة تركز الحملات التوعوية الخاصة بكورونا على «غسل اليدين» بشكل دائم باعتبار اليدين أهم وسيلة لنقل واكتساب العدوى، محذرة من التساهل بأبسط طرق الوقاية. وأشارت الصحة، إلى أن الوقاية من الأمراض خير من العلاج وللحماية من الأمراض التي تسببها الميكروبات والجراثيم من المهم اتباع أنماط سلوكية وقائية متعلقة بالنظافة الشخصية، وأول وأهم وسيلة للدفاع ضد انتشار الجراثيم والأمراض هو غسل اليدين لمنع وصول الكثير من الأمراض المعدية إلى الجسم، مشيرين إلى أن العملية لا تستغرق أكثر من 20 ثانية في كل مرة. ولفتت إلى أن الأيدي تلامس البكتيريا والفيروسات المختلفة بشكل يومي لأنها لا تشاهد بالعين المجردة وتحيا لعدة ساعات بعد انتقالها للشخص الآخر عند فتح الأبواب مثلًا أو ملامسة صنابير المياه وداخل وسائط النقل العامة، وفي لوحة التحكم الخاصة بالكومبيوترات، حيث يؤكد الأطباء أن غسيل الأيدي بعد ملامسة المواد التي يجري استخدامها من قبل العموم يمنع انتقال البكتيريا والفيروسات الموجودة عليها إلى مواد أخرى، والأهم أنه يمنع انتقالها إلى العيون والفم والأنف وحدوث العدوى لأن الإنسان يقوم بحركات لا شعورية بملامسة وجهه بيديه. وفي سياق متصل رأى الأطباء المختصون أن غسل اليدين يجنب انتقال الكثير من البكتيريا والجراثيم، وأن الحرص على غسل اليدين والتعقيم يمنع انتقال أي عدوى فيروسية. ويرى استشاري طب وجراحة العيون الدكتور ياسر عطية المزروعي، أن غسل اليدين بشكل دائم ومستمر يمنع اكتساب أي عدوى فيروسية أو نقلها إلى الآخرين، خاصة أنه ثبت أن الفيروسات مثل الانفلونزا الموسمية وغيرها تنتقل بسهولة عبر المصافحة والعطاس والأسطح، وبعض هذه الفيروسات تمتلك قدرة كبيرة على العيش لمدة 48 ساعة وبالتالي فإن اكتساب أو نقل العدوى إلى الأصحاء تكون سريعة. الدكتور المزروعي شدد على ضرورة استخدام المناديل عند العطاس، وعدم التساهل بالاشتراطات الصحية وخصوصا العاملين في القطاعات الصحية، وينطبق ذلك على توعية الأطفال بغسل اليدين لأنهم الأسرع في اكتساب أي عدوى فيروسية أو بكتيرية وتطور الإصابة نتيجة ضعف المناعة لديهم. وفي ذات السياق نبه استشاري النساء والتوليد بمستشفى الثغر بجدة الدكتور محمد يحيى قطان، إلى ضرورة الاهتمام بالوقاية، مبينا أن الدراسات والأبحاث العديدة كشفت أن الأيدي تنقل العديد من الفيروسات والبكتيريا عند المصافحة أو لمس أدوات ملوثة، لذا فإن الحرص على غسل اليدين بشكل مستمر يجنب التعرض لأي عدوى. واعتبر الدكتور هيثم محمود شاولي، أن الوقاية تجنب الكثير من الفيروسات، موضحاً أن التوعية بكورونا أسهمت في رفع الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع والممارسين الصحيين، مضيفا «كما هو معروف من الناحية الطبية أن هناك سلالات عديدة للفيروسات ومنها الانفلونزا العادية وبالتالي فإن قابلية انتقال العدوى للآخرين تكون كبيرة في حالة عدم تطهير الأيدي أو غسلهما بشكل مستمر خاصة إذا كان الفرد يعمل في قطاع له احتكاك مباشر بالجمهور وبالتالي كثرة استخدام اليد اليمنى في التحية والسلام». وخلص إلى القول، إن كثيرا من الأفراد وأثناء العطاس يضع الأيدي أو المنديل أمام الفم، لمنع نقل العدوى إلى الوسط المحيط، الأمر الذي يعتبر رد فعل وقائي مهم غير أن هذا يمكن أن يكون في النهاية طريقة مثالية أيضًا لانتقال البكتيريا إلى اليد ومنها إلى الآخرين عن طريق اللمس ومن هنا فإن غسل اليدين يعتبر ضرورة وقائية.