دعا أطباء مختصون بالحد من المصافحة باليد والسلام عبر الخدود والإكتفاء بالسلام عن بعد وذلك تفاديا لأي عدوى تنقل عبر الرذاذ والملامسة كالانفلونزا الموسمية وانفلونزا الكورونا. وأشاروا إلى أن الأشخاص الحاملين لأي عدوى فيروسية ولم تظهر عليهم قد يكونون مصدرا لنقل العدوى للآخرين عبر السلام بالأيدي أو بدايات رذاذ العطاس؛ لأنه في مرحلة احتضان الفيروس يكون الأنف في بداية السيلان الخفيف وهو ما يدعو الشخص إلى استمرار حكه، وبالتالي انتقال الفيروسات إلى يديه ومن ثم قدرته على نقل العدوى إلى الآخرين. بداية، دعا البروفيسور طارق صالح جمال أستاذ الأنف والأذن والحنجرة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة ورئيس جمعية الأنف والأذن والحنجرة، إلى الحد من المصافحة باليد والسلام عبر الخدود وذلك لتجنب التعرض لأي عدوى فيروسية، مبينا أن الأشخاص الحاملين للعدوى ولم تظهر عليهم الأعراض قد يشكلون مصدرا لنقل العدوى إلى الأصحاء، كما أن المصابين بالزكام عليهم الاكتفاء بالسلام عن بعد؛ لأن أياديهم قد تكون ملوثة بالفيروس مما يساعد على سهولة نقل العدوى. وأرجع أسباب انتقال العدوى الفيروسية من المرضى إلى الأصحاء إلى قدرة الفيروسات في نقل العدوى بسهولة، ويلاحظ ذلك جليا مثلا في الانفلونزا الموسمية التي تنقل بسهولة من المصابين بها إلى الأصحاء، فهناك 300 نوع وسلالة من الانفلونزا العادية مما يجعل سهولة إصابة الأصحاء أسرع نتيجة انتقال العدوى برذاذ المصاب وعوامل الطقس المناخية أو استعمال أدوات المريض المصاب، بالإضافة إلى تأثر أصحاب المناعة الضعيفة بسهولة من الفيروس. د. جمال شدد على ضرورة اتخاذ كل سبل الوقاية واستخدام الجل المطهر في حالات المصافحة بالأيدي وغسل اليدين وتجنب أماكن الازدحام. ورأى استشاري طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الملك فهد العام في جدة الدكتور محمد محمود زهران، أن هناك بعض السلوكيات الخاطئة يرتكبها المصابون بالانفلونزا الموسمية والزكام، فنجد أن الغالبية العظمى لا تتردد في مصافحة الآخرين باليد أو على الخدود وتكون أياديه للأسف ملوثة بالفيروس وبالتالي إمكانية نقل العدوى إلى الآخرين، وهؤلاء ينصحون عادة بضرورة السلام عن بعد والحرص على غسل اليدين بشكل دائم، لأن من صفات سيلان الأنف هو جعل المصاب بالزكام يحك أنفه باستمرار وبالتالي تصبح أياديه مصدرا لنقل العدوى. وأشار إلى أن الحال لا يختلف في فيروس «كورونا» فالشخص الذي قد يكون حاملا للعدوى ولم تظهر عليه الأعراض قد يعطس على يديه بين حين وآخر ولا يتجه لتطهير أو غسل يديه وبالتالي يشكل مصدرا حيويا في نقل العدوى بمصافحة الآخرين، فالأفضل أن يكون السلام عن بعد إذا كان الشخص مصابا بالانفلونزا العادية (الموسمية) أو قد يلاحظ بداية سيلان خفيف من أنفه. د. زهران خلص إلى القول «الوقاية والنظافة الشخصية تمنع انتشار العدوى، كما يجب على المرضى استخدام المناديل عند العطاس وغسل الأيدي بانتظام وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة». وفي سياق متصل، يؤيد استشاري طب وجراحة العيون الدكتور ياسر عطية المزروعي الآراء السابقة فيقول: للأسف الشديد هناك تساهل كبير من بعض أفراد المجتمع الذين إذا أصيب أحدهم بالزكام لا يتخذ أدنى وسائل الوقاية وبالتالي يعطس بدون استخدام المناديل ولا يغسل يديه أو يطهرهما بالجل فيكون وسيلة لنقل العدوى للآخرين، مبينا أنه لا بد أن يكون فيروس «كورونا» درس وقائي لكل أفراد المجتمع في كيفية التعامل مع العدوى الفيروسية، والمشكلة الكبرى تكون عندما يصاب الشخص بالانفلونزا الموسمية ويكون احتكاكه كبيرا بالأطفال الصغار وكبار السن الذين تكون مناعتهم ضعيفة جدا وبالتالي التقاط الفيروس بسهولة ويكون الأمر أشد قسوة في حالات الفيروسات الشرسة كما هو الحال في «كورونا». د. المزروعي نصح أفراد المجتمع وخصوصا الممارسين الصحيين العاملين في مختلف القطاعات الصحية باتخاذ التدابير الصحية التي تمنع التعرض لأي عدوى فيروسية عبر الرذاذ أو إفرازات العين أو المصافحة.