تعثر تنفيذ طريق (حقل تبوك) الدولي وعدد من مشروعات الطرق الأخرى بمنطقة تبوك، هو أكثر ما يشغل بال المواطنين في المنطقة لأن ضيق الطريق حصد الكثير من الأرواح على مدى السنوات الفائتة ومازالت الدماء تسيل على الإسفلت راسمة مأساة الكثير من الأسر التي ذرفت دموع الفراق وقلوب أفرادها تتلوى ألما، بينما أسئلتهم حائرة ولسان حالهم يقول «متى تنتهي هذه المعاناة؟»، مطالبين وزارة الطرق بإيجاد الحل الذي يخفف عنهم خطورة الطريق. ويرى حمود العنزي ومحمد العمراني وفهد العطوي، ضرورة وقف شلال الدماء على طريق (تبوك حقل) بتنفيذ المشروع المتعثر، معتبرين أن تركه هكذا سيودي بحياة الكثير من الناس لأن نسبة الحوادث ترتفع يوما بعد آخر. وأشار فارس محمد، إلى أن الطريق متعرج فضلا عن ضيقه واستخدامه ذهابا وإيابا على مدى أكثر من 30 عاما ما جعله يحصد الكثير من الضحايا في هذه الفترة، مضيفا «بالرغم من ما كتب عن الطريق من تقارير صحفية وتلقي وزارة النقل عددا من الشكاوى حوله، إلا أنه لايزال العمل فيه يسير بشكل بطيء جدا، ولا ندري ما هي الأسباب الحقيقة». وفي السياق ذاته، يقول خالد البلوي: «إذا أردنا الحصول على إحصائية الحوادث التي وقت بهذا الطريق بلا شك لن نستطيع لأنها أرقام فلكية، حيث يشهد هذا الطريق العديد الحوادث وراح ضحيته المئات خلال شهر واحد، ناهيك عن الإصابات الخطيرة التي نومت الكثيرين في العناية المركزة ولايزالون، فضلا عن الكسور التي تعرض لها بعض ممكن كتبت لهم النجاة من الموت». من جهته، أوضح نائب مدير عام الطرق بتبوك محمد بن لطفي أبو صابر، أن وكيل وزارة الطرق والنقل تفقد في الأيام الماضية سير العمل بعدد من مشروعات الطرق بتبوك من بينها طريق حقل و(تبوكحائل) وكذلك طريق تبوكالمدينةالمنورة السريع، وقد رافقه في هذه الجولة مدير عام إدارة التنفيذ بالوزارة المهندس حسان عطية ومدير عام الطرق والنقل بمنطقة تبوك المهندس خالد الوكيل وعدد من المهندسين بالوزارة، مبينا أن الجولة استهدفت الوقوف على الطرق ومعرفة إلى أي مدى وصل التنفيذ فيها من قبل المقاولين. إلى ذلك، أكد وكيل وزارة النقل للطرق المهندس هذلول الهذلول، أن مشروع طريق (تبوك حقل) متعثر بسبب عدم اعتماد كامل مبلغ تنفيذ الازدواج، موضحا أنه تمت تجزئته على سنوات متتابعة، مشيرا إلى أن آلية العمل في المشروع تقوم على إنشاء طريق جديد مواز للقديم، وبعد الانتهاء منه يتم تحويل حركة المرور، ليتم بعدها إصلاح الطريق القديم، الأمر الذي يصعب العمل في المشروع، مؤكدا أن الانتهاء الفعلي من كافة أجزاء المشروع سيتم بعد سنتين من الآن. وأضاف «أحد أسباب تعثر مشاريع الطرق في المملكة هو تقاعس بعض المقاولين، كما نعترف في ذات الوقت بوجود خلل في عمل الوزارة، نسبة لحجم العمل الكبير الذي تضطلع به؛ لأن المملكة بلد بحجم قارة وتختلف فيها التضاريس من رمال إلى جبال، وبالرغم من ذلك تعمل الوزارة على تصحيح ومعالجة الأخطاء أولا بأول».