نفى الأخصائي الدكتور عبدالله الحواس المدير الإداري بالقيادة البيطرية بجامعة القصيم أن تكون الإبل سببا لانتقال فيروس كورونا إلى الإنسان، مؤكدا أن المخزن الرئيس للفايروس هو طائر الخفاش. وشدد الحواس -الذي كان يتحدث في ندوة أقيمت مساء أمس الأول في مركز الأمير سلطان الحضاري بمحافظة المذنب في منطقة القصيم- على أن الإبل لا يمكن أن تكون سببا في انتقال الفيروس للإنسان، مستدلا بعدم إصابة الجزارين الذين يباشرون اللحوم بشكل يومي، مطالبا بفحص اللحوم المجمدة والمستوردة من الخارج. وبين أن فيروس كورونا يتعايش ويبقى في الأجواء الجافة ثلاث ساعات خلاف بقائه في الأجواء الرطبة التي تمتد لحوالى ستة أيام، وهذا دليل قوي لكون أجواء جدة ساهمت بشكل فعال في انتشار الفايروس بشكل أكبر، لافتا إلى أن الجمال تتخلص من الفايروس لقوة الأجسام المناعية لديها ولا تتعرض لما يتعرض له الإنسان من إعياء وفشل في الوظائف، مضيفا إنه لا يوجد دليل على أن الجمال هي الناقلة للفايروس، ولا يشكل الفيروس الذي تحمله أي خطر على الإنسان ولم يخف أن العادات الاجتماعية هي سبب انتقال الفايروس من اختلاط للمصابين وعدم النظافة الشخصية وربما الاحتكاك بأشخاص كثر دون غسيل لليدين، وبين أنه لطالما لم نتبع الإرشادات الصحية فمن الطبيعي أن ينتشر الفيروس بين الأفراد، مؤكدا أن عدم وضع قيود للقادمين إلى المملكة يؤكد لنا أن الأمر بسيط ولا يستحق كل هذا التضخيم الذي حدث وأن الشائعات ساهمت بشكل كبير في تخويف المجتمع ومنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي. وكشف الدكتور عبدالله الصيقل نائب المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة القصيم أن انتقال الفيروس يتم عن طريق الرذاذ ولم يثبت انتقاله عن طريق الهواء أو عن طريق مكيفات المستشفيات، مبينا أن الأنفلونزا العامة تقتل سنويا بحسب منظمة الصحة العالمية حوالى 500 ألف شخص، مشيرا إلى انه لم يصب في منطقة القصيم سوى حالتين فقط عام 2013م. وأضاف: الفايروس الجديد يسبب التهابا رئويا واضطرابات بالجهاز الهضمي وأحيانا فشلا كلويا، ومن مسبباته عترة جديدة من عائلة الفيروسات التاجية لم تكن معروفة من قبل، وتتميز عائلة الكورونا بإحداث العديد من الأمراض في الإنسان والحيوان، وهذه العترة تم عزلها لأول مرة بالمملكة في سبتمبر من عام 2012م، ويتأثر الميكروب بالجفاف حيث لا يعيش أكثر من ثلاث ساعات في الأسطح الجافة وستة أيام على الأسطح الرطبة. وأكد أن مصادر العدوى لم تحدد بدقة حتى الآن، لكن يعتقد أن الخفافيش خازنة للفايروس حيث تم عزل فايروس مطابق بدرجة كبيرة لما تم عزله من الآدميين المصابين بالمرض، مبينا أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن الفيروس لاينتقل بسهولة بين البشر، وأن انتقاله يتم فقط عن طريق الاختلاط المباشر وتحدث العدوى نتيجة التعرض لشخص مريض أثناء السعال أو عن طريق ملامسة أسطح ملوثة بالفايروس وعن طريق تلوث الأغشية المخاطية المبطنة للعين والأنف والفم، وذكر أن الاحتكاك بالحيوان له دور في نقل المرض لكن لم يتم التأكد من كيفية أو طريقة الانتقال منها إلى الإنسان ومبينا أن فترة حضانة المرض لا تزيد من يومين إلى أربعة عشر يوما. ولم يخف الحواس أن الأعراض الإكلينيكية للمرض في الإنسان هي حمى وسعال وضيق وصعوبة في التنفس ليتطور المرض إلى التهاب رئوي شديد وقد تحدث بعض الاضطرابات الهضمية مثل الإسهال والفشل الكلوي لدى بعض المرضى وتوفي نحو 50% ممن أصيبوا بالفايروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وقد يتسبب المرض في ظهور أعراض غير نمطية على المصابين بالعوز المناعي. وبين أن العينات المطلوبة للكشف عن الفايروس هي مسحات ألفية من المصابين لمحاولة الكشف عن الفايروس، ولابد من التأكد من الإصابة بالكشف عن وجود الفايروس باستخدمام تقنيات تفاعل البلمرة المتسلسل، ولا يوجد علاج نوعي لهذا المرض، كما لا يوجد أي لقاح له حاليا.