يشهد سوق الأعلاف بمنطقة المدينةالمنورة سيطرة كاملة للعمالة الوافدة والسائبة على حركة البيع والشراء، وذلك عبر مركبات تقف في اطرافه، ما ادى لتضجر وتذمر الكثير من أصحاب المحال النظامية من تلك العمالة التي أصبحت تضايقهم في مصدر رزقهم ورزق اولادهم حتى أصبح صاحب محل الأعلاف لا يجد من يشتري منه فلا يملك الا ان يقف امام محله دون ان يبيع شيئا من علفه لأصحاب الماشية والسبب هو اتجاه الزبائن للعمالة الوافدة التي تبيع بأسعار اقل من الباعة السعوديين وعبر سيارات خصصت لذلك في اطراف السوق. «عكاظ» قامت بجولة لرصد ما يدور في هذا الموقع المهم والتقت عددا من بائعي الأعلاف من المواطنين السعوديين، حيث تحدث محمد حضرم المحمدي احد باعة الاعلاف بمنطقة المدينةالمنورة قائلا: لقد اصبحت العمالة الوافدة والسائبة هي من تدير سوق الأعلاف كيفما تشاء في ظل غياب الرقابة فهم يعملون لحسابهم الخاص ويستوردون الاعلاف بأسعار منخفضة ويقومون ببيعها على الزبائن بمكسب بسيط، فضلا عن انهم يقومون بإيقاف المركبات المحملة بالأعلاف في مدخل السوق وفي اطرافه فيمارسون من ثم عمليات البيع والشراء في حرية تامة، وعندما تأتي الحملة للتفتيش على الباعة المخالفين يهربون الى أقرب جبل ولكن سرعان ما يعودون لممارسة نشاطهم السابق بانتهاء الحملة. وقال محمد المحمدي: نحن اصحاب المحلات النظامية نخسر لأننا نتحمل اجرة المحل والعمال النظاميين وندفع الزكاة بينما الباعة الوافدون بدون محال ولا ايجار، فأصبحنا ضيوفا في السوق بل وصل الحال ببعض التجار السعوديين لبيع اعلافهم على تلك العمالة بأقل الأثمان حتى لا يخسروا اكثر مما خسروا، ما افسح المجال للعمالة الوافدة للتحكم في الاسعار كيفما تريد، داعيا الى إعادة النظر في وضع الباعة الجائلين بدون محلات نظامية، وتسيير دوريات سرية على مدار الساعة لضبط المخالفين وتطبيق النظام بحقهم. وقال فهد المحمدي سعودي في محل لبيع الأعلاف: للأسف الشديد ان معظم الباعة في سوق الاعلاف من العمالة الوافدة فلا وجود للبائع السعودي الا نادرا، والسبب هو اكتساح العمالة الوافدة للسوق وجميعهم يبيعون الأعلاف لحسابهم الشخصي، فيما يكتفي الكفيل بمبلغ زهيد والباقي يدخل لحساب العامل الوافد، لافتا الى ان ما يميز تلك العمالة هو مساعدتهم ووقوفهم مع بعضهم البعض علما بأن السوق يحضره زبائن ماشية من خارج المنطقة لشراء الأعلاف، فيقف احد العمالة عند مدخل السوق في انتظار الزبائن والبيع لهم بأسعار منخفضة عبر مركباتهم التي خصصت لذلك مما يعرضنا لخسائر فادحة ويجعلنا بحاجة الى تدخل سريع من المسؤولين لإيجاد حل للمشكلة. ومن جانبه يقول المواطن عوض رشاد الحربي احد باعة الأعلاف بالمدينةالمنورة: هؤلاء الباعة الوافدون ضايقوننا في مصدر رزقنا الوحيد، والمهم هو معالجة هذا الوضع حيث أصبحنا نخاف على تجارتنا من هؤلاء الذين يبيعون الاعلاف كيفما اتفق، مشيرا الى أن من اساليب هذه العمالة انها توقف مركبات محملة بالعلف في مدخل السوق وفي اطرافه ويقومون بالبيع وكسر اسعار السوق علينا حيث نخسر كثيرا بسبب تحملنا لكثير من المصاريف من رواتب عمال وإيجار محال وخلافه، فأين المكسب ونحن نعول أسرا كبيرة، لذلك نتمنى من المسؤولين التدخل لكف أذى هذه العمالة. ويوافقه الرأي كل من سلمان الحربي وسامي سعد المحمدي مضيفين في هذا الجانب، ان هذه العمالة احكمت سيطرتها على السوق بشكل كبير وأصبح وجود البائع السعودي كالشعرة البيضاء في الثور الاسود، مطالبين بحمايتهم من العمالة الموجودة بشكل كثيف في السوق. الى ذلك اوضح العقيد فهد الغنام الناطق الإعلامي لشرطة منطقة المدينةالمنورة ان هناك دوريات سرية على مدار الساعة في سوق الاعلاف لضبط المخالفين وسوف تتم زيادة العدد متى ما تطلب الامر ذلك، داعيا المتضررين الى ان يسارعوا لإبلاغ الدوريات الأمنية او السرية حتى يتم ضبط المخالفين وتحويلهم الىى جهات الاختصاص.