تخلى أصحاب عن نوقهم وجمالهم، تاركينها إلى العمالة الوافدة، وانعكس ذلك على حضورهم في سوق المواشي في محافظة الأحساء، الذي تسيطر العمالة عليه من خلال التجمعات التي يشكلونها، سواء في حراج المبيعات، أو الأعلاف. وزارت «الشرق» السوق، والتقت العديد من الملاك والمتعاملين فيه، وأوضح خبير السوق دريميح السبيعي أن عدم وجود مراقبين من قبل الجهات المختصة، جعل العمالة تتصرف وكأنها من أبناء الوطن وأصحاب «حلال»، فتراهم يتفقون في الحراج على سعر معين بحيث لايزيدون عليه، فيضطر صاحب الحلال للبيع، مضيفاً أن السوق بحاجة إلى ضبط السماسرة الذين يحرجون على الإبل، حتى لا تحدث مشاجرات من الباعة. وأكد شيخ سوق المواشي في الأحساء مبارك القحطاني أن ثمة منظرا مؤلما يؤرق الباعة والمشترين، وهو بقاء الحيوانات النافقة جيفاً لأكثر من 48 ساعة دون رفعها، إضافة إلى أن نظافة شوارع السوق من الداخل متدنية، ومليئة بالروث من الإبل والأغنام، ويتكرر انقطاع المياه عن المرافق، لافتاً أنه ضبط بنفسه حالة سرقة ل»جِمال» سرقها عامل وافد من الرياض، ليبيعها في الأحساء، موضحاً أنها ليست المرة الأولى التي يقوم بها مخالفون للأنظمة بسرقة مواشي من مختلف الأنواع، ولكن مع الأسف يتبادر إلى الذهن سؤال: من جاء بهذه العمالة، وتركها ترعى في حلالنا دون حسيب أو رقيب، غير المواطن نفسه؟ وأشار المواطنان حمود محسن، ومبارك بن جليدان إلى ضرورة تحديد أوقات الحراج على بيع المواشي من قبل أمانة الأحساء المشرفة على السوق، وإرسال مندوبين لحضور المزادات، بعدما تم ضبط عمالة سائبة من دون إقامة رسمية، وأكدا أنه تم ضبط عمالة تبيع المخدرات في إحدى الحظائر، التي أصبحت مأوى للمخالفين وأوكاراً لهم، مطالبين الشركة المسؤولة عن تأجير الأحواش بوضع رجال أمن لحراسة السوق. ولم يكتفِ ملاك المواشي بهذه الملاحظات التي أبدوها على العمالة، بل أكدوا أن ارتفاع سعر الأعلاف بأنواعها تتحكم فيه العمالة، فمثلاً ربطة البرسيم الصغيرة تباع بثلاثين ريالاً، والحال أنها لاتساوي هذه القيمة، ويتحجج باعتها بارتفاع سعرها من المصدر. ورفعت «الشرق» ملاحظات الملاك إلى أمانة الأحساء، وأفاد المتحدث الإعلامي للأمانة بدر الشهاب بأن الأمانة وانطلاقاً من مسئولياتها تجاه تنظيم وتقديم خدماتها للمواطن والمقيم بشكل أمثل، عملت على تخصيص فرقة نظافة تتواجد بشكل دائم، وتقوم بعملها اليومي في نظافة سوق المواشي، كما أن هناك مركبة خاصة لرفع الحيوانات النافقة من السوق، أما فيما يخص تواجد العمالة السائبة وممارستهم للتجارة والبيع بشكل غير نظامي في السوق، وكذلك غلاء الأسعار للماشية والأعلاف، فهناك جهات مختصة مسؤولة عن ذلك. مبارك القحطاني