عادت الشابة الكاتبة رجاء الصانع إلى الواجهة مجددا، بعد حوارٍ أجري معها في MBC. سبع سنوات على صدور روايتها «بنات الرياض»، أشعلت سجالا بين المثقفين، بين من يرى الرواية مجالا من مجالات الكتابة الشابة وبالتالي يجب تشجيعها كما فعل الراحل غازي القصيبي، والبعض الآخر استخدم الرواية لفتح النقاش حول مفهوم الرواية وشروطها وطبيعتها النخبوية كما فعل الدكتور عبدالله الغذامي من خلال 14 حلقة كتبها عن بنات الرياض. ذهبت الرواية وجف حبرها بعد سبع سنواتٍ والآن تعمل رجاء على عملها الثاني الذي نأمل كلنا أن يكون مثيرا للجدل أيضا ذلك أن المجتمعات من دون هذا السجال الثقافي تنقرض معرفيا. لفت نظري هذا الجهد الذي بذلته رجاء الصانع لتجاوز تلك الغضبة، والتي لاحقتها على منابر المساجد، وفي الإنترنت، واخترقت إيميلاتها ومواقعها وروقبت سيارتها وهددت بالاغتيال! فقط لأنها كتبت رواية. من الواضح أن المجتمعات الساكنة يحدث فيها سقوط دبوس دوي الانفجار، لهذا أصبحنا نخاف من أي رواية أو مقالة أو كتابة بحجة الخوف على التقاليد والثوابت وسواها من الحجج. تذكر الصانع أنها وبعد الأزمة كانت تجلس وحيدة وتقول: «ماذا فعلت؟ إنها مجرد رواية»!. الرواية التي ترجمت إلى أربعين لغة عالمية لم تكن مجرد رواية بصفحات وأحبار وعنوان وغلاف، بل كانت دويا، ذلك أنها فتحت أضابير المضمر، وكسرت أقفال القمع الاجتماعي والتقليدي، لتضع هذه الكاتبة والطبيبة المجتمع أمام ذاته. وكانت بالفعل سبقا في المجال الروائي، وهي التي فتحت المجال للشباب والفتيات لكتابة إبداعاتهم وتسييل أقلامهم. لم تفعل ما يضرنا رجاء الصانع، بل أثارت الجدل، وعلينا أن نكون ممتنين لكل من يحدث هزاتٍ فكرة أو نقلاتٍ ثقافية، والرواية بنهاية المطاف هي بداية ومحاولة ولبنة في بناءٍ الرواية الشبابية السعودية التي نأمل لها المزيد من الجدية، والرصانة، والنجاح.