قبل أن تصل إلى أبو ظبي الليلة كانت الروائية العربية أحلام مستغانمي قد سجلت حضورا كبيرا في كثير من العواصم الأوروبية تلبية لدعوات مشاركة في كثير من جهاث ثقافية عدة ذات علاقة بالنشاط الثقافي كان منها باريس قبل أيام وقبلها معرض الكتاب في جنيف، حيث حاضرت هناك بين كثير من كبار أدباء العالم العربي الذين كانت لهم مشاركاتهم في الندوات التي نظمها هناك الان بيطار وإبراهيم دشيشة ممثلا المكتبة العربية المشاركة في المعرض باسم الأدب العربي، ومن هؤلاء كان بن جلون وجمال الغيطاني وحنان الشيخ وغيرهم. هناك التقينا بأحلام مستغانمي التي تتجدد نجوميتها في كل يوم تطأ فيه معرضا للكتاب وتتضاعف جماهيريتها بين رواد المعارض والملتقيات الأدبية، التقيناها في يوم من أيام المعرض وهي تصادف في كل ساعة منه خبرا سعيدا كان آخر هذه الأخبار ما سيؤول إليه اجتماعها اليوم في أبو ظبي بشأن التعاقد معها لتحويل آخر رواياتها «الأسود يليق بك» إلى عمل تلفزيوني يقوم ببطولته النجم السوري عابد فهد، وتلقيها في نفس الوقت عرضا مبدئيا لتقديم نفس الرواية سينمائيا في عمل عالمي بنجوم كبار من العالم وهوليوود تحديدا، وهو الأمر الذي لا زال عرضا لم تبدأ خطوات دراستها له بعد. وكانت أول أسئلتنا لأحلام .. عن المعرض الذي تلتقيها «عكاظ» في أروقته فقالت: هذا المعرض حدث كبير على المستوى الأوروبي بالنسبة لنا، لأسباب كثيرة منها أنه جاء حتى بأهمية تفوق معرض فرانكفورت 2005 عندما لم يحدث مثل هذا التواجد اليوم للكتاب العربي والكتاب العرب بهذه النوعية والكمية، حيث إن التواجد اليوم كان مذهلا في مدينة باردة كجنيف التي لم تتعود استقبال الكتاب العرب والذين هم بدورهم لم يتعودوا هذه المدينة إلا سياحا غير مقيمين، فقليلا ما تجد منا نحن الكتاب والإعلاميين العرب فيها أنها معزولة نسبيا عن النشاط الأدبي العربي، على العموم المعرض وفعالياته وما يدور على هوامشه هذه المرة بالنسبة لنا نحن العرب مدهش وعلى أقل تقدير هو مرض لبعض طموحاتنا. ماذا عن مشاركتك فيه؟ وأين أنت من النشاط الأدبي العربي في أوروبا؟ نعم قلما أشارك في أوروبا ومعارضها، لكن كتاباتي في الغالب فيها وها أنا عائدة الآن من مونبلييه في فرنسا وأنا مواصلة للكتابة إلا أنني أخطط أن أريح قليلا في الفترة المقبلة عن الكتابة والتفرغ لبعض التغيير مثل التواجد الأكبر في أوروبا ككاتبة بعد أن أهملت طويلا هذا الجانب في حياتي والترجمات، فالآن كانت معي سيدة فرنسية بعد المحاضرة تلومني قائلة.. قرأت لك بالفرنسية أدبك القديم لما لا تترجمين أعمالك الجديدة وما سبق؟ وهنا توقفت كثيرا قبل أن أرد، لأنني بالفعل كنت مقصرة في هذه الجوانب؟ وأنا أسألك أيضا لماذا لم يتم مثل هذا الأمر؟ نعم، قلت إني قصرت، لأسباب كثيرة منها أنني من ينشر أعمالي أي ليس لي ناشر في العالم - تخيل كاتبة مثلي ليس لها ناشر أو أجنسي «وكالة»، لقد أخذني مجدي العربي الذي حققته في الكتابة، الآن عرفت أنه لا بد أن يكون لي ناشر مهامه صناعة وجودي كأديبة في العالم وبكل لغات العالم ترجمة، وأجد نفسي في كل المعارض الكبرى في الكتاب، كنت أعتمد على نفسي رغم أني لا أفهم في دهاليز وكواليس النشر والحقوق والحماية والعلاقات العامة، نعم إنها ليست اختصاصي، حتى في قضيتي الأخيرة مع أحدهم من غير القانونيين في أساليب النشر والذي أعاد نشر أعمالي تزويرا كان قد كسبت القضية ضده بمحام سعودي هو الدكتور عبدالرحمن الصبيحي. كيف تلخصين لنا نشاطك في المعرض هذه الأيام؟ نعم، شاركت في ندوة حول المثقفين العرب في مواجهة التحديات السياسية الجديدة ومتغيرات العالم مع واسيني الأعرج وجمال الغيطاني، كما كانت لي محاضرة عن الكتابات النسائية المعاصرة في الأجواء العربية الجديدة. مشروعاتك الجديدة التي أنت بصددها اليوم؟ أثناء تواجدي في المعرض هذا الأسبوع توالت علي الكثير من العروض والاتصالات بخصوص العمل، منها أن الكثير من الجهات المنتجة حادثتني حول تحويل روايتي الأخيرة «الأسود يليق بك» لتحويلها إلى عمل تلفزيوني رغم أنها مطروحة منذ ما يناهز العامين وسأكون في أبوظبي للتوقيع على إنتاجها على أن يقوم النجم عابد فهد ببطولتها بعد أن قام جمال سليمان ببطولة «ذاكرة الجسد» منذ سنوات . هناك عرض تلقيته لسينمة نفس الرواية عالميا في هوليوود وهكذا، الكل بدأ يغازل روايتي هذه اليوم «الأسود يليق بك». الآن، ما الذي أنت بصدده عملا؟ أريد أن أختفي ككاتبة إلى ما بعد رمضان الكريم الذي أحب عادة أن أقضيه في دولة إسلامية وأن يكون آخره في مكةالمكرمة لأداء العمرة كما كنت العام الماضي أيضا، هذا الاختفاء لكوني مجتاحة ومستباحة في صفحاتي الخاصة على الإنترنت هذا التواجد الذي كان يسعدني في البدء وغدا يرهقني وأصبحت أتعب جراءه اليوم، كيف والصفحة التي اعتمدتها واعتبرتها لي يتعامل فيها معي خمسة ملايين محب، هو رقم كبير، أليس كذلك؟ إنه أمر يشوش على الكتابة رغم جمال التواصل علما أنني لم أنشئ أي صفحة لي وكثيرة هي الصفحات المنشورة من محبين بلغت نحو ال 25 صفحة إلا أنني أحببت واحدة واعتمدتها واعتبرتها «أنا». هل تتابعينها وتتفاعلين مع هذه الصفحة؟ أحيانا، وعندك مثلا نوهت منذ أيام وأنا قادمة إلى المشاركة هنا في معرض جنيف كتبت أنني سأغيب لأيام، الكل يريد إيضاحات وعسى أن أكون متواصلة أيضا وأنا منشغلة، نعم أرى أن من حق الكاتب أن يختار بين وقت وآخر التفرغ للكتابة – التي هي عمله – أو التمازج والتعامل مع الراهن اليومي وتجديد التواصل مع أحداث الحياة والتفاعل اليومي والتأثير الفوري، وهو الأمر الذي يصعب في حالة كتابة عمل كبير يحتاج التفرغ.