الرياضي ربما يحمل رسالة في مجتمعه لا تقل أهمية عن أي رسالة يحملها أطراف أخرى في المجتمع بل قد تكون الأكثر تأثيراً على أقرانه في المجتمع من الشباب ولهذا أبحث دائما عن الرياضي القدوة وما اكثرهم في مجتمعنا علماً وتعاملاً ولنا في من يقود اتحاداتنا الرياضية في شتى الألعاب وليس كرة القدم دليل يستحق المباهاة. اسوق هذه المقدمة للتأكيد أن الرياضة ليست فقط شهرة ومال كما يتوهم بعض بعض جيل اليوم بل ليست سيارات فارهة وقصات ولبس غريب عجيب بقدر ماهي وعي وثقافة وتعامل وسلوك أراه في نماذج وارى نقيضه في نماذج أخرى! ما أراه اليوم من قصات شعر مقززة لبعض لاعبي أنديتنا قادني لأن اكتب مغردا: «سحقا لرياضة تقدم لنا أمثال هؤلاء». هم (أصحاب هذه القصات الغريبة) منتشرون بكل أسف في كل الأندية، ولا سيما أندية المال والشهرة ويتضاعفون من مباراة إلى أخرى دون أن نرى من الأندية أي تدخل أو حتى معالجة، وإن سألت: لماذا هذا السكوت، تجد من يقول هذه تصرفات شخصية لا علاقة لنا بها؟ يوما من الأيام، كان هناك توجيه للحكام السعوديين في المنافسات المحلية بمحاربة ما يسمى بالقزع، ولكن مع تذمر اللاعبين وقسوة الإعلام الموالي للأندية اختفى هذا التوجيه، ولا سيما أنه قوبل بعدم رضى من الأندية واللاعبين والإعلام، ليتطور ويأخذ أشكالا مقززة، قلت معها: القزع بما فيه من التجاوز أهون مما نراه اليوم من قصات انعكست سلبا على محبي هؤلاء النجوم من النشء. معيب هذا الذي نراه من لاعبين يمثل جلهم المنتخبات السعودية، وبحاجة إلى معالجة سريعة من قبل الأندية المعنية بهؤلاء، ومن الاتحاد السعودي الذي أجزم بأن أعضاءه متذمرون من هذه الظاهرة التي وصلت إلى وضع لا يطاق.. تعمدت عدم الإشارة إلى من عناهم هذا الكلام، ليس جبنا، ولكن القائمة طويلة والأسماء تزداد، ولهذا اكتفيت بالتعاطي معها كقضية كلنا معنيون بها اتحادا وأندية وإعلاما! لا أظن أن هناك اليوم نجم في كرة القدم بنجومية ميسي، فهو أي ميسي لم يدخل عالم القصات ولا عالم التقليعات، مثلما هو حاصل عندنا في أنديتنا ومن لاعبينا الذين يفترض أن تكون رسالتهم أكثر عمقا من رسالة ميسي أو خلافه. المؤلم أن من يقود هذه الظاهرة في الأندية السعودية نجوم بكل ما للكلمة من معنى، وإن فصلت ربما أقول إنهم أصحاب نفوذ في أنديتهم أمامه يرضخ المسيرون للأندية، لكن نحن لن نرضخ لتجاوزاتهم؛ لأن سلبيتها تعود على نشء يظنون أن نجومهم المفضلين على حق!! أحاول بهذا الرأي أن أستحث همم الغيورين على الرياضة لأن يسارعوا بضرورة التدخل لتجميل صورة اللاعبين في عيون مجتمع لا يرحم. قد تتباين ردة الفعل حيال هذا الطرح، لكن في النهاية لا أشك مطلقا أن في أنديتنا من هم غير راضين عما يرونه من قصات شوهت الرياضة في ذهنية آخرين ما زالوا على خلاف أصلا مع الرياضة وأهلها!! ولا باس أن أذكر من باب الإنصاف بأن هناك نجوما يحترمون في كل شيء واعتبرهم الأنموذج الجميل لرياضة لها سفراء على كافة الصعد إنسانيا واجتماعيا، وأستغرب من هؤلاء سكوتهم أو رضاهم على ظهور زملائهم في الأندية والمنتخب وهم بهذا الشكل البشع، وأقول بشع؛ لأنه فعلا بشع! اليوم الهلال يؤدي مباراة الإياب أمام بندكيور الأوزبكي في طريقه إلى دور الثمانية آسيويا، والتي ينظر لها الزعيم كخطوة على درب بطولة لو حققها سامي الجابر سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه. عندها سنقول انتهت العقدة المزعومة بفكر سامٍ جدا!.