أكد ل«عكاظ» أطباء مختصون أن ارتفاع فترة حضانة «كورونا» إلى ما بين 10 و14 يوما في الشخص المكتسب للعدوى الفيروسية وراء استمرار ظهور الحالات في وقت واحد، رغم الجهود والتدابير الاحترازية التي اتخذت للحد من انتشار الفيروس، مبينين أن 85 في المائة من الحالات المصابة كانت بسبب مخالطة حالات مؤكدة، ما أدى لإصابة نسبة كبيرة من الممارسين الصحيين، وتوقعوا أن تخف حدة المرض خلال الأيام المقبلة مع ارتفاع الحرارة، مشيرين إلى أن الفيروسات تموت في الأجواء الحارة وتتفاعل وتنتشر بسرعة في الأجواء الباردة. وكشف البروفيسور طارق صالح جمال أستاذ الأنف والأذن والحنجرة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ورئيس جمعية الأنف والأذن والحنجرة أن الفيروسات الممرضة بشكل عام تمتلك خاصية التحور الجيني، وتمتلك خصائص قد تكون مبهمة كما هو الحال في كورونا، موضحا أن أهم أسباب ظهور الحالات بكثرة هذه الأيام هو فترة حضانة الفيروس التي قد تصل إلى أسبوعين، ما يجعل من اكتسب العدوى يراجع في وقت متأخر، وخصوصا بعد ظهور الأعراض، مبينا أن الأشخاص الحاملين للعدوى ولم تظهر عليهم الأعراض قد يشكلون مصدرا لنقل العدوى إلى الأصحاء، كما أن المصابين بالزكام عليهم الاكتفاء بالسلام عن بعد. ورأى استشاري طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الملك فهد العام في جدة الدكتور محمد محمود زهران أن «كورونا سيكون تحت السيطرة خلال الأيام المقبلة بعد كل الجهود التي اتخذت لمحاصرته»، موضحا أن الحالات التي تظهر الآن دفعة واحدة جاءت نتيجة فترة الحضانة التي قد تمتد إلى أسبوعين. وأكد أن الوقاية والنظافة الشخصية تمنع انتشار العدوى، مشيرا إلى أنه «يجب على المرضى استخدام المناديل عند العطس وغسل الأيدي بانتظام وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة». وبين استشاري طب وجراحة العيون الدكتور ياسر عطية المزروعي أن أهم الأسباب المؤدية لتزايد المصابين هي اختلاط بعض أفراد المجتمع بالمصابين، وهو ما عزز فرص انتقال العدوى بسهولة، كما أن تميز فيروس كورونا بصفات وخصائص مبهمة جعلته ينتشر بسهولة، وخصوصا داخل المستشفيات. وتوقع أن تخف حدة انتشار الفيروس مع الأجواء الحارة، حيث إن درجة حرارة الجو عندما تزيد على 38 درجة تقتل أو تضعف الفيروس حين يتناثر في الجو المفتوح، وعندما تصل الحرارة إلى 40 درجة يخرج الفيروس في الرذاذ خاملا تماما أو غير نشط، وهذا يفسر لماذا تنشط فيروسات الإنفلونزا سريعا في أوروبا لانخفاض درجة الحرارة، أما في البلدان الحارة فإن أشعة الشمس تقتل الفيروس حال خروجه من فم المصاب، من هنا تكون النصيحة دائما بتهوية المنازل وفتحها أمام أشعة الشمس، وهذا يعني أن فرص انتقال الفيروس وتأثيره تتزايد في الأماكن المغلقة. وأكد أن خطورة كورونا تتمثل في أنه يمكنه إفراز سلالة جديدة متحورة جينيا؛ لأن جسم الإنسان ليس لديه أي تاريخ مناعي ضدها. الدكتور المزروعي نصح أفراد المجتمع، وخصوصا الممارسين الصحيين العاملين في مختلف القطاعات الصحية والمخالطين للحالات المؤكدة باتخاذ التدابير الصحية التي تمنع التعرض لأي عدوى فيروسية عبر الرذاذ أو إفرازات العين أو المصافحة. من جانبه، أرجع الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة الباحة واستشاري مكافحة العدوى وبائيات المستشفيات، أسباب تزايد ظهور الحالات المؤكدة هذه الأيام إلى فترة حضانة الفيروس، مبينا أن الأعراض لا تظهر في كورونا إلا بعد فترة زمنية ما بين 10 إلى 14 يوما، وبالتالي نجد في بعض الأيام كثرة مصابين وفي أيام أخرى حالات محدودة، وهذه الحالات قد اكتسبت العدوى من الحالات المؤكدة، وبالتالي تبقى في طور الحضانة إلى ظهور الأعراض. وخلص إلى القول إن السبب الآخر في استمرار ظهور الحالات هو أن المخالطين ليسوا عاملين في الوسط الطبي، وبالتالي فإن استخدامهم للأساسيات الوقائية حتى لو استخدمت لا تكون بالطريقة الصحيحة 100%، نظرا لضعف الوعي الطبي، فتكون احتمالية اكتساب العدوى واردة في أي لحظة، فاستخدام الأساسيات الوقائية كالكمامة والقفازات لها طرق محددة في الارتداء والتخلص منها بالطريقة الصحيحة، ومن هنا من الممكن أن يعرض الإنسان نفسه لخطر اكتساب العدوى.