التدافع الذي حدث في منافذ البريد السعودي طلبا لتذاكر افتتاح ملعب الجوهرة ومشاهدة مباراة الكأس. التدافع الذي كان يحدث في الجوازات طلبا لتصحيح الأوضاع. التدافع الذي كان لحظة الاكتتاب في الأسهم ذات التكاليف الميسرة. التدافع الذي جاء مع إعلان وزارة العدل استقبال طلبات المتقدمين للوظائف عبر البريد فقط. التدافع الذي يجيء الآن في صور الواتس أب ومقاطع اليوتيوب واصطفاف الناس في شمس تسلخ جلد الحية وتذيب دماغ الضب. التدافع الذي لا يحظى بأي تفكير إلا بعد بلوغ القلوب الحناجر. يعني فيما يعنيه خيبة مسؤول لم يغنم من مكانه إلا أن يكون مكانه. لا أشكك في أن بعض الأخطاء أخذت طريق التصحيح، وسلكت دورب الجادة المعقولة، بعد حدوث المشكلة وارتفاع سحابتها الممطرة في الإعلام ونوافذ التواصل الجديدة، لكن هل مثل هذه الأخطاء البسيطة والهشة والضعيفة تصعب على الاستباق؟ بمعنى لو تأمل المسؤول وتفكر مثلا في توسيع نوافذ بيع التذاكر، ألا يمكن أن يخفف هذا التجمهر الذي حدث أمام شباك التذاكر الوحيد؟ طبعا لو سلمنا لهم أن الوقت كان أقصر من أن تقوم فيه التقنية بالأمر. ثم أين هي مكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومرافقها الواسعة في هذه المعمعة؟ بالطبع يمكن أن نصف ما يحدث بكل شيء من عدم التخطيط الاستراتيجي والإعداد والقراءة وما إلى ذلك، لكن صدقا، المسألة أسهل من أن نأخذها بمصطلحات الإدارة والعمل الإداري. وحقيقة لا أريد التعريج بشكل كامل على كل هذه العثرات المتدافعة، ولا أريد استحضار بعض المشاهد التي كانت تقف كل صباح في طوابير تكتنفها دواعٍ كثيرة وحاجات أكثر.. فربما فعلا: يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق!.