وأنت في مخطط الجمجوم أمام محطة الرحيلي وتحديدا في الطريق إلى أبحر، تلمح بأم عينيك غياب الخدمات في هذا المخطط القديم والذي يعيش سكانه في هاجس يومي خوفا من زوار الليل خاصة في غياب إنارة الشوارع، كما أنه لا يوجد مركز قريب للدفاع المدني يكافح حوادث الحريق. وأجمع عدد من سكان الحي أنه لا توجد جهة حكومية في المخطط وأن أصواتهم بحت بتقديم الشكاوى إلى أمانة جدة لإطلاق خدمات السفلتة والإنارة ولكن ذهبت كل الشكاوى أدراج الرياح وفقا لوصفهم. وأضافوا أن الكثيرين من الذين بنوا مساكنهم في الحي يفكرون في الرحيل بعد أن اكتشفوا أن الخدمات البلدية في الحي يمكن أن يطول انتظارها. وفي هذا السياق، أوضح أحمد عطية آل جابر من سكان مخطط الجمجوم بقوله «المخطط قديم من عام 1403ه وقدر الله أن أسكن بهذا الحي منذ ثلاث سنوات ولكن المخطط يفتقر لأبسط الخدمات من سفلتة وعدم وجود إنارة بالمخطط وانتشار السرقات، والكلاب الضالة المسعورة وعدم وجود حاويات كافية للنفايات مع العلم أن بيننا وبين البحر شارع وأحد وجمعنا حوالي عشرة أسماء لرفع شكوى لبلدية ذهبان وتم رفعها من قبل ستة أشهر لكن لم يحدث شيء إلى الآن، وبعد ذلك جمعنا أكثر من أربعين اسما لرفع شكوى أخرى للجهات المختصة ونأمل أن تعمل هذه الشكوى في حل مشكلات الحي وتخليصنا من ظلام الشوارع وزوار الليل وأعني بهم اللصوص». واستطرد أن الدرويات الأمنية تتواجد في الحي بصفة مستمرة ولكننا نطمح إلى افتتاح مركز للشرطة في الحي وإطلاق الخدمات البلدية من سفلتة وإنارة وأتصور أن الحي في حال إطلاق هذه الخدمات سيكون من الأحياء التي تستقطب الكثيرين خاصة أنه قريب من البحر. من جهته، أوضح كل من أحمد حديجة وجمال سليمان أن شارع الملك سعود وهو الخط الرئيس المؤدي للبحر عمره أكثر من ثلاث سنوات ولم يتم إنجازه ويوجد به مئات الحفر العميقة، وللأسف فقد وقعت العديد من المركبات في الحفر العميقة فضلا عن وقوع حوادث أخرى ووفيات بمعدل حادثتين اسبوعيا في هذا الشريان، وهذا الشارع رئيسي يؤدي إلى شاليهات البحر وخليج سلمان. وفي نفس السياق، أوضح خالد صدقة مسلم بقوله «شبكات الهاتف معدومة في المخطط وإذا أراد الشخص إجراء مكالمة فعلية الذهاب إلى منطقة الرحيل لإجرائها». وقال محمد سليمان الجهني: يوجد بالحي أطباء ومهندسون ونخب، لكن رغم ذلك فإن الخدمات غائبة في الحي، وأذكر هنا أن ثمة لصوصا سبق أن سرقوا رؤوسا من أغنامي كما حدثت سرقة أخرى لأجهزة التلفزيون وتم تقديم بلاغات للشرطة عن هذه الوقائع. وقال سهيل متوكل: في العادة لا نستطيع الخروج من المنزل بالليل وإن حصلت الظروف وخرجنا أو كنا راجعين من زواج أو شيء من هذا القبيل نكون خائفين من الكلاب المسعورة أو أي هجمات من ضعاف النفوس. مؤكدا أن أهالي الحي طالبوا بلدية ذهبان بسفلتة شوارع الحي وإنارتها وإيصال مياه نقية وشبكة جوال جيدة الإشارة وتوصيل خطوط الهاتف الثابت بدون لا سلكي من الرحيلي. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي لشرطة منطقة مكةالمكرمة المقدم عاطي القرشي أنه في السابق كان مركز الشرطة بذهبان مخفرا والآن أصبح مركزا وبالنسبة لوجود مركز شرطة بأبحر فالمبنى جاهز تقريبا وسيفتح خلال الفترة المقبلة بإذن الله وسيكون باسم مركز شرطة أبحر. من جهتها، بادرت «عكاظ» بالاتصال بأمانة جدة، كما جرى إرسال محتوى استفسارات سكان المخطط على إيميل الأمانة الموضح في موقعها الإلكتروني ولكن رغم ذلك التزمت الأمانة الصمت.