أوضح ل«عكاظ» رئيس نادي القصيم الأدبي الدكتور حمد السويلم، أن مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتنمية الثقافية، يتجاوب مع العديد من الأهداف الوطنية والثقافية، ويتطلع إلى أن يصبح الشأن الثقافي جزءا من المشروع الوطني للتنمية، وهدفا مرتبطا بالخطط الكبرى للدولة، وحول ملامح المشروع، قال: المشروع يتأسس على إحداث قفزة نوعية في الوعي المجتمعي نحو الثقافة، على نحو يمكن المجتمع السعودي من منح الثقافة بطاقات عبور تتجاوز فيها هوامش الأدب والإبداع، لتصل إلى تخوم الأداء والإنتاجية على المستويات الفردية والمجتمعية على حد سواء، ويدخل في ذلك تحريك أذرع الثقافة لتكون معينة للجهات الحكومية في تحقيق أهداف التنمية الشاملة، ومنها تنويع مصادر الاقتصاد الوطني عبر خلق ثقافة مجتمعية تقود إلى توفير مقومات مجتمع المعرفة بما يؤدي إلى بناء الاقتصاد المعرفي، واعتبر السويلم أن المشروع الذي دعا إليه ملتقى رؤساء الأندية الأدبية الذي عقد مؤخرا بالجوف، يتسم بطابع ريادي على مستوى العالم العربي، حيث تعمل الثقافة كذراع تنموي نهضوي، يغذي الخطط التنموية ويبني قيم العمل ويشخص أدواء العطالة والكلالة ويصنع أدوية العطاء والإنتاجية، وذكر أن المشروع يسعى للنهوض بالعمل الثقافي في المملكة من خلال تبني أربعة محاور هي: الثقافة كذراع تنموي، ويتطلب تشكيل لجنة عليا من شأنها توجيه أذرع الثقافة في المجتمع السعودي نحو الإسهام في تحقيق الأهداف التنموية، ويعكس المكون الثقافي في الخطط التنموية الوطنية بطريقة معمقة، بما يجعل من الثقافة مهمازا للتنمية المجتمعية والاقتصادية والعلمية، والثاني تمكين الأندية الأدبية ودعمها، حيث يتطلب جعل الثقافة ذراعا تنمويا، العمل على معالجة الوضع المالي الذي يعيق المؤسسات الثقافية عن أداء رسالتها على النحو المنشود في مشروع النهوض بالثقافة، وإيجاد منافذ دعم أكثر استدامة، مثل إنشاء صندوق لكل ناد أدبي تحت مسمى «صندوق الوقف الثقافي»، يتمتع بكيان قانوني مستقل، ويعمل وفق أعلى المعايير الإدارية والاستثمارية، بهدف تمويل الاحتياجات الثقافية بشكل أكثر استدامة، وبأساليب مبتكرة على نحو يجعل من الثقافة ذراعا تنمويا، على أن يدعم صندوق الوقف لكل ناد بمبلغ 150 مليون ريال، والثالث مبادرات ثقافية نوعية، ويقوم على تفعيل دور المؤسسات الثقافية في المسارات التي تمكنها من تقديم الثقافة بطرق مبتكرة، منها إنشاء واحات علوم في كافة مناطق المملكة (على غرار سايتك-الخبر)، وتحديث المكتبات العامة بإنشاء مبان عصرية تحاكي أذواق الشباب والفتيات والأطفال وتلبي احتياجاتهم، وإطلاق مشروع القراءة للجميع، والمحور الرابع تطوير المنجز الأدبي والإبداعي، من خلال تطوير منظومة الجوائز الأدبية والإبداعية الوطنية، وتعزيز مستويات النشر للنتاج الإبداعي السعودي، وتطوير عمليات التوثيق، بجانب برامج تشجيع المواهب الشابة، وتهيئة الظروف لتحسين منافسة الطاقات الإبداعية السعودية في المنافسات الإقليمية والعالمية. وقال رئيس أدبي القصيم (صاحب فكرة المشروع): إن العمل وفق هذا المقترح سيفضي إلى الإسهام في تحقيق بعض الأهداف التنموية في الخطط المستقبلية للمملكة كبناء مقومات اقتصاديات المعرفة، ورفع مستوى الوعي الثقافي لدى المواطن، وتعميق الإحساس بموروثة الثقافي، وتعزيز الشعور بالوطنية، وسيؤدي إلى خلق اهتمام أكبر عند المواطنين بالشأن الثقافي، وسيمكن الأندية الأدبية من المشاركة الفاعلة في الخطط التنموية والبرامج النهضوية والمناسبات الوطنية والمهرجانات الثقافية والاقتراب من هموم المواطنين والتفاعل مع أفكارهم وطروحاتهم ورؤاهم بالشكل الصحيح، لتكون ثقافة هذا البلد المبارك أصيلة محليا ومنافسة عالميا، وأبان أن نادي القصيم اختار بوابة الأندية الأدبية لطرح هذا المشروع إيمانا بدور الأندية الأدبية في بلورة مشروع ثقافي يعزز القيم الثقافية، يمكن الفاعل الثقافي من بلورة استراتيجية متجددة ترسم للشأن الثقافي خططا مستقبلية.