كيف يصف الإنسان أمر انقطاع أفكاره فجأة؟، كيف يتناول ذلك الفراغ الذي يحيط بكل ما في داخله من انثيالات في غمضة خاطر؟، كيف يتعامل مع أشياء لا يدري أي طريقة مناسبة تشرح دقائقها بالتفصيل؟. مما يدخل في احتمال الوصف: أن تكون على شكل صنبور ماء متدافع، وهناك من يأتي بمخاتلة لإغلاق الحابس. أن تكون جاريا على هيئة رافد مائي متدفق، ويبتلعك منعطف محفور إلى أعماق الأرض. أن تكون على هيئة صوت جهور مرتفع، وتعبث بحنجرتك شعرة ضئيلة جدا، تخنق مخارج الكلام ومداخله. في التراث، كثيرا ما تحدث العرب عن هذه الحبسة، ونقل عن الفرزدق، صاحب الشعر الغزير، قوله: «أنا أشعر تميمٍ عند تميم، وقد يأتي علي الحِين ونزع ضِرس عندي أهون من قول بيت شِعر». يا سيدي الفرزدق: لولا ضياع الكلمات الآن؛ لأخبرتك حديثا له أثر الخلع دون خلع في مستشفياتنا. أن أناقش فكرة مشروع المواطن علي معتبي من مدينة جازان الحبيبة الذي رفع شعار «مالكم عذر» من وحي المعاناة التي وجدها من الحفر الوعائية وتشوهات الطرق. وكيف أن الاسفلت في العاصمة المقدسة يعاد ترميمه بعد الترميم في كل مرة، عيانا بيانا جهارا نهارا. أن أناقش الخطر المشترك بين قنوات الأطفال التي قد تسبب عارض التوحد وفقد التواصل الاجتماعي وقنوات الرياضة التي بات لها ذات العوارض المعنية بشرخ التواصل الاجتماعي واهتزاز أركانه. أن أناقش خبر التعيينات التي تجيء على طبق المفاجأة دون تراتبية ظاهرة، ولا آلية معقودة على حضور الكفاءات ذات العطاء والإنتاجية والتميز. وهذه الأخيرة رغم الوعد، فإني لا أثق بمرورها بشكل كامل.