جاري القديم والقدير في هذه الصفحة خلف الحربي أخذ (كورونا في السنة مرة) من فمي أو من كيبوردي، حيث كنت قبل أن يكتبها أفكر فيها. وأنا على أية حال وليسامحني الله أتلصص على زاوية خلف محاولا معرفة خلطتها السرية التي تجيز له ما لا يجوز لغيره. ومع ذلك لم يفدني هذا التلصص في شيء، فلكل شيخ طريقة، ولكل وقت أذان. والرجل بحق شيخ كبير يعرف متى يؤذن وكيف (يملص). لكن ما دام أنه فاتنا ميري (كورونا)، فلا بأس أن نتمرغ في ترابه ونقيس عليه ما يجوز قياسه من أحوالنا التي لا تخلو من غرائب وطرائف. نقول مثلا: (عبرونا في السنة مرة) ونقصد المسؤولين الذين انبحت أقلامنا وهي تكتب عن قضايا وزاراتهم وإداراتهم وهم أذن من طين وأذن من عجين. ليكن على الأقل لدى هؤلاء المسؤولين يوم في السنة يسمونه يوم الصحافة أو يوم (إعطاء الصحافة وجه)، فيقرأون ما ينقله المحررون وما يكتبه الكتاب وينظرون في إمكانية تجاوبهم مع هذا الذي ينقل أو يكتب، أو يطنشوا من جديد إلى أن تحل السنة التالية. كذلك يمكن أن نقول لأولئك الذين يتصيدون الكبيرة والصغيرة على الناس: (هشتقونا في السنة مرة)، بدلا من هذه الهشتقة والهنبقة التي تمارسونها يوميا ضد أي موضوع أو شخص لا يعجبكم. اجعلوا لكم يوما في السنة تهشتقون فيه ما شئتم ومن شئتم ووجهوا انتباهكم اليومي الكريم إلى ما يفيد البلاد والعباد من الأمور التي تتجاوز القشور إلى اللب، فقد انتفخت رؤوسنا وبطوننا من قشوركم ولم يعد هناك متسع للمزيد، لا إن تعلق الأمر برياضة البنات ولا إن اختص بمن اكتشفت متلبسة بجرم الابتعاث. سئمنا هذه الاسطوانات المشروخة، لكننا على استعداد لتوقيع تعهد بأن نتفرغ يوما في السنة لسماعها!! وأخيرا، ربما يجوز أن تقول المطلقات: (ارحمونا في السنة مرة)، بحيث يكون هناك يوم المطلقات السنوي الذي نقف فيه، عمليا وعاطفيا، مع أوضاعهن المزرية وافتراء الرجال الأزواج في حقهن وحياتهن ومصائر أولادهن، فالمطلقة في مجتمعنا تشويها نيران الغضب والحاجة وضيق الحيلة والفاقة أحيانا. وهي تستحق بالفعل يوما في السنة للتعاطف معها والوقوف بجانبها. ولكم بعد ذلك أن تضعوا ما شئتم من عناوين مع الاحتفاظ بالحق الأدبي لصاحب أو أصحاب الأغنية الشهيرة: «زوروني كل سنة مرة».